للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قتل ابن الزبير، أمر الحجَّاج أن يُقرَّر ما زاده ابن الزبير في طولها، وأن يُنَقص ما زاده من الحجر، ويردَّها إلى ما بناها قريشٌ، وأن يسدَّ الباب الذي فتحه إلى جانب الغرب. وروي: أنَّ هارون الرشيد ذكر لمالك بن أنس، أنَّه يريد هدم ما بني الحجاج من الكعبة، وأن يردَّها إلى بناء ابن الزبير، لِمَا جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وامتثلَه ابن الزبير، فقال له مالكٌ: ناشدتُك اللهَ يا أمير المؤمنين! أن لا تجعل هذا البيت ملعبةً للملوك، لا يشاء أحدٌ منهم إلّا نقض البيت بناءه، فتذهب الهيبة من صدور الناس. وفي "القسطلاني على البخاري": ما نصُّه: وبنيت الكعبة عشرة مرات.

الأول: بناء الملائكة. روي أنّ الله أمرهم أن يبنوا في كل سماء بيتًا، وفي كل أرض بيتًا. قال مجاهد: هي أربعة عشر بيتًا. روي أنَّ الملائكة حين أسست الكعبة، انشقت الأرض إلى منتهاها، وقذفت الملائكة فيها حجارة، كأمثال الإبل، فتلك القواعد من البيت التي وضع عليها إبراهيم وإسماعيل بناءهما.

الثاني: بناء آدم. روي أنّه قيل له: أنت أوّل الناس، وهذا أوّل بيتٍ وضع للناس.

الثالث: بناء ابنه شيثٍ بالطين والحجارة، فلم يزل معمورًا به، وبأولاده، ومَن بعدهم حتى كان زمن نوح، فأغرقه الطوفان، وغيَّر مكانه.

الرابع: بناء إبراهيم، وقد كان المُبلِّغ له ببنائه جبريل من الملك الجليل، ومن ثمَّ قيل: ليس ثمَّ في هذا العالم بيت أشرف من الكعبة؛ لأنَّ الآمر ببنائها الملك الجليل، والمبلِّغ، والمهندس جبريل، والباني الخليل، والمعين إسماعيل.

الخامس: بناء العمالقة.

السادس: بناء جرهم، والذي بناه منهم هو الحارث بن مضَّاض الأصفر.

السابع: بناء قصيٍّ خامس جدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الثامن: بناء قريش وحضره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمسٍ وثلاثين سنة.

التاسع: بناء عبد الله بن الزبير، وسببه: توهين الكعبة من حجارة المنجنيق