قوله:{ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} لتفخيم شأن النشأة، وكان القياس أن يقول: كيف بدأ الله الخلق ثم ينشيء النشأة الآخرة، فأفصح باسمه بعد إضماره، للتنبيه على عظم هذا الأمر الذي هو الإعادة.
والأصل في الكلام: الإظهار ثم الإضمار، ويليه لقصد التفخيم الإظهار بعد الإظهار، ويليه وهو أفخم الثلاثة الإظهار بعد الإضمار، كما في الآية.
ومنها: الجناس غير التام في قوله: {يَسِيرٌ} و {سِيرُوا}.
ومنها: أسلوب الإطناب في قوله: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا}{إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} لغرض التشنيع عليهم في عبادة الأوثان.
ومنها: التعبير بصيغة الماضي عما في المستقبل في قوله: {يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي}؛ أي: يأسوا منها يوم القيامة.
ومنها: إضافة الرحمة إلى نفسه دون العذاب في قوله: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إشعارًا بسبق رحمته على غضبه، وإعلامًا لعباده بعمومها لهم. اهـ. أبو السعود.