للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شيئًا" وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: "مَنْ أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" يعني: من أخره في الآخرة عمله السيىء، أو تفريطه في العمل، لم ينفعه شرف نسبه، ولم تنجبر نقيصته به.

قال الشاعر:

أَتَفْخَرُ باتّصالِكَ مِنْ عَلِيٍّ ... وَأصْلُ البَوْلَةِ الماءُ القَراحُ

وَلَيْسَ بِنَافِعٍ نسَبٌ زكّي ... يُدَنِّسُهُ صَنَائِعُكَ القِبَاحُ

والأبناء وإن كانوا يتشرَّفون في الدنيا بشرف آبائهم، إلّا أنّه إذا نفخ في الصور فلا أنساب، والافتخار بمثل هذا، كالافتخار بمتاع غيره، وإنّه من المجنون، فلا بُدَّ من كسب العمل والإخلاص فيه، فإنَّه المنجي بفضل الله تعالى، فالقربى لا تغني شيئًا إذا فسد العمل، وأمَّا قول من قال:

إذا طَابَ أصْلُ المَرْءِ طَابَتْ فُرُوعُهُ

فباعتبار الغالب، فمن عادته تعالى أن يخرج الحيَّ من الميت، والميت من الحيّ.

الإعراب

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧)}:

{وَإِذْ} الواو عاطفة {إذ} ظرف لما مضى من الزمان متعلق بمحذوف، تقديره: واذكر يا محمد! قصّة {إذ يرفع إبراهيم}، والجملة معطوفة على جملة: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}. {يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل الجر مضاف إليه لإذ {مِنَ الْبَيْتِ} جار ومجرور حال من {الْقَوَاعِدَ}. {وَإِسْمَاعِيلُ} معطوف على إبراهيم {رَبَّنَا} منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء وما بعدها في محل النصب مقول لقول محذوف، تقديره: يقولان: ربّنا تقبّل منا، وجملة القول المحذوف حال من إبراهيم وإسماعيل، كما أشرنا إليه في الحلّ {تَقَبَّلْ} فعل دعاء وفاعل مستتر يعود على الله سبحانه {مِنَّا} جار