للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المدن هدًا، وما الحرب القائمة الآن إلا مثال الوحشية الإنسانية، والمجازر البشرية التي سلط الله فيها العالم بعضه على بعض، فارتكب المظالم، واجترح المآثم، والإنسان في كل عمر هو الإنسان، وكما أهلك الله الكافرين قبلهم بكفرهم وظلمهم، يهلك الناس بشؤم معاصيهم وفسادهم، فليجعلوا من سبقهم مثلًا لهم، ليتذكروا عقاب الله، وشديد عذابه للمكذبين.

قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} ... الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (١) نهى الكافر عن بقائه على الحالة التي هو عليها، خيفة أن يحل به سوء العذاب .. أردف ذلك أمر رسوله، ومن تبعه بالثبات على ما هم عليه، بعبادتهم الواحد الأحد، قبل أن يأتي يوم الحساب، الذي يتفرق فيه العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير، فمن كفر .. فعليه وبال كفره، ومن عمل صالحًا .. فقد أعد لنفسه مهادًا يستريح عليه، بما قدم من صالح العمل، وسينال من فضل ربه وثوابه ورضاه عنه، ما لا يخطر له ببال، ولا يدور له في حسبان، والكافر سيلقى في هذا اليوم العذاب والنكال؛ لأن ربه يبغضه ويمقته، جزاء ما دسى به نفسه من سيء العمل.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (٢): ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن عكرمة قال: تعجب الكفار من إحياء الله الموتى، فنزلت هذه الآية {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ...} الآية.

قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه الطبراني، عن ابن عباس، قال: كان يلبي أهل الشرك: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه وما


(١) المراغي.
(٢) لباب النقول.