مضارع مغيَّر الصيغة مرفوع بثبات النون والواو في محل الرفع نائب فاعله، والجملة مستأنفة {عَمَّا} جار ومجرور متعلق بتسألون {كَانُوا} فعل ناقص واسمه، وجملة {يَعْمَلُونَ} خبر كان، وجملة كان صلةٌ لما الموصولة لا محلَّ لها من الإعراب، والعائد محذوف، تقديره: عمّا كانوا يعملونه.
التصريف ومفردات اللغة
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} قال الكسائي، والفراء: القواعد: الجدر جمع جدار، ككتاب، وكتب: الحائط. وقال أبو عبيدة: القواعد: الأساس، وأساس البناء أصله الثابت في الأرض. وقال بعضهم: القواعد: جمع قاعدةٍ، والقاعدة: هي ما يقعد ويقوم عليه البناء من الأساس، أو من السَّافات (طاقات البناء)، ورفعُها إعلاءُ البناء عليها، قال الشاعر:
في ذِرْوَةٍ مِنْ بِقَاعِ أوَّلِهِم ... زَانَتْ عَوالِيهَا قَواعِدُهَا
والقواعد من النساء: جمع قاعد، وهي التي قعدت عن الولد، وسيأتي الكلام على كون قاعدٍ لم يأت بالتاء في مكانه إن شاء الله تعالى:{تَقَبَّلْ مِنَّا} تقبل الله العمل: قَبِلَه ورضي به {مُسْلِمَيْنِ} أي: منقادين لك، يقال: أسلم واستسلم إذا خضع وانقاد {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا} والذرِّية: النسل، مشتقَّةٌ من ذروت، أو ذريت، أو ذرأ الله الخلق، أو الذرَّ، ويضم ذالها أو يكسر أو يفتح، فأمَّا الضمُّ فيجوز أن تكون ذُرَيَّة فُعَيلة من ذرأ الله الخلق. وأصله: ذريئةٌ، فخفّفت الهمزة بإبدالها ياءً، كما خفَّفوا همزة النَّسِىءَ، فقالوا: النَّسِيْيَ، ثُمَّ أدغمُوا الياء التي هي لام الفعل في الياء التي هي للمد، ويجوز أن تكون فَعُولةً من ذروت، الأصلُ: ذَرُوْوَةٌ، أبدلت لام الفعل ياءً، اجتمعت فيه واوٌ وياءٌ، واوُ المدّ، والياء المنقلبة عن الواو التي هي لام الفعل، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت واو المدِّ ياءً، وأدغمت الياء في الياء وكُسر ما قبلها؛ لأنَّ الياء تطلب الكسر، وقد أطال الكلام في هذه المادَّة أبو حيان، فراجع "البحر".
{وَأَرِنَا} أصلُه: أَرْءِيْنَا، أمرٌ من أرى الرباعيِّ، فالهمزة الثانية عين الكلمة، والياء لامها، فحذفت الياء؛ لأجل بناء الفعل، فصار أرئنا بوزن أَفْعِنا، ثُمَّ نقلت