وفي "المصباح": عتب عليه عتبًا من بابي ضرب وقتل، ومعتبًا أيضًا: إذا لامه في سخط، فهو عاتب وعتاب مبالغة، وبه سمي، ومنه عتاب بن أسيد، وعاتبه معاتبة وعتابًا، قال الخليل: حقيقة العتاب: مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة، وأعتبني الهمزة للسلب؛ أي: أزال الشكوى، والعتاب واستعتب طلب الإعتاب. والعتبى كالرجعى وزنًا ومعنى، اسم مصدر من أعتب إعتابًا.
{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ}؛ أي: مزورون، يقال: أبطل الرجل: إذا جاء بالباطل، وأكذب: إذا جاء بالكذب، وفي "المفردات": الإبطال: يقال في إفساد الشيء وإزالته، حقًا كان ذلك الشيء أو باطلًا، قال تعالى:{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ}. وقد يقال فيمن يقال فيمن يقول شيئًا لا حقيقة له، قال تعالى:{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ}.
وقوله:{لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: (اللام): فيه: مؤكدة، واقعة في جواب القسم، و {يقولن}: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، فـ (اللام): مفتوحة باتفاق القراء، والفاعل: هو الاسم الموصول الذي هو من قبيل الظاهر، وهو {الَّذِينَ كَفَرُوا}: إذا علمت هذا فقد علمت أن ما وقع هذا في "الجلالين" من أنه حذف منه نون الرفع لتوالي النونات، والواو: ضمير الجمع لالتقاء الساكنين سبق قلم، فليس بصواب.
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ}: واعلم أن الطبع أن يصور الشيء بصورة ما، كطبع السكة وطبع الدراهم، وهو أعم من الختم، وأخص من النقض، والطابع والخاتم: ما يطبع به ويختم، والطابع: فاعل ذلك، وبه اعتبر الطبع والطبيعة، التي هي السجية، فإن ذلك هو نقش النفس بصورة ما، إما من حيث الخلقة من من حيث العادة، وهو فيما ينقش به من جهة الخلقة أغلب.
{وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ} قال في "المفردات": لا يزعجنك ولا يزيلنك عن اعتقادك ودينك بما يوقعون من الشبه.
{الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}: الإيقان واليقين: أخذ من اليقين، وهو الماء الصافي، كما في "كشف الأسرار".