النفخة الثانية، وسميت القيامة ساعةً، لحصولها في آخر ساعة من ساعات الدنيا، أو لأنها تقع بغتةً وبديهةً، كما مر، وصارت علمًا لها بالغلبة، كالنجم للثريا، وفي "القاموس": والساعة: جزء من أجزاء الجديدين، والوقت الحاضر، والجمع: ساعات وساع، والقيامة أو الوقت الذي تقدم فيه القيامة، والهالكون كالجاعة للجياع، والساعة أيضًا: آلة يعرف بها الوقت بحسب الساعات.
مُولّدة: ومنها الساعة الرملية، والساعة المائية، والساعة الشمسية.
{يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ}؛ أي: يحلف الكافرون، يقال: أقسم: إذا حلف، أصله من القسامة، وهي أيمان تقسم على المتهمين في الدم، ثم صار اسمًا لكل حلف.
{مَا لَبِثُوا}: يقال: لبث بالمكان: إذا أقام به ملازمًا له.
{يُؤْفَكُونَ}: أفك فلان: إذا صرف عن الصدق والخير.
{مَعْذِرَتُهُمْ}؛ أي: عذرهم، والعذر تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه، بأن يقول: لم أفعل، أو فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبًا، أو فعلت ولا أعود، ونحو ذلك، وهذا الثالث هو التوبة، فكل توبة عذر، وليس كل عذر توبةً، وأصل الكلمة أو العذرة، وهي الشيء النجس، تقول: عذرت الصبي: إذا طهرته وأزلت عذرته وكذا عَذرت فلانًا: إذا أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كذا في "المفردات"، وقال في "كشف الأسرار": أخذ من العذار وهو الستر.
{وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}: الإعتاب: إزلة العتب؛ أي: الغضب والغلظة، والاستعتاب: طلب ذلك من قولهم: استعتبني فلان فأعتبته؛ أي: استرضاني فأرضيته، وذلك إذا كنت جانيًا عليه، وحقيقة أعتبته: أزلت عتبه، ألا ترى إلى قوله:
غضبت تميم أن تقتل عامرًا ... يوم النسار فأعتبوا بالصيلم
كيف جعلهم غضابًا ثم قال: فأعتبوا؛ في: أزيل غضبهم، والغضب في معنى العتب، والصيلم: ماء لبني عامر، والصيلم: الداهية والسيف كما في "الصحاح".