للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وغمض بصره، قال في "المفردات": الغض النقص من الطرف والصوت، والصوت: هو الواء المنضغط عند قرع جسمين، قال بعضهم: الهواء الخارج من داخل الإنسان، إن خرج بدفع الطبع .. يسمى نفسًا، بفتح الفاء، وإن خرج بالإرادة وعرض له تموج بتصادم جسمين .. يسمى صوتًا، وإذا عرض للصوت كيفيات مخصوصة، بأسباب معلومة .. يسمى حروفًا، ويقال: صات يصوت صوتًا فهو صائت، ويقال: صوت تصويتًا فهو مصوت، ورجل صات؛ أي: شديد الصوت بمعنى صائت.

{لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}: جمع حمار، قال بعضهم: سمي حمارًا لشدته، من قولهم طعنة حمراء؛ أي: شديدة، وحمارة القيظ: شدته.

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ} أصل تروا تريوا: تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، فالتقى ساكنان ثم حذفت الألف لبقاء دالها، فصار تروا بوزن تفوا، والتسخير: سياقة الشيء إلى الغرض المختص به قهرًا.

{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} يقال: أسبغ الله عليه النعمة: أتمها، وأسبغ الثوب أوسعه وأطاله، وأسبغ الرجل: لبس درعًا سابغةً، وأسبغ له النفقة: وسع عليه وأنفق تمام ما يحتاج إليه، وفي "المصباح": وسبغت النعمة سبوغًا: اتسعت، وأسبغها الله: أفاضها وأتمها، وأسبغت الوضوء: أتممته، وقرىء بالسين وبالصاد، وهكذا كل سين اجتمع معه الغين والخاء والقاف، تقول في سلخ صلخ، وفي سقر صقر، وفي سالغ صالغ، ومعنى سالغ من سلغت البقرة والشاة، إذا أسقطت السن التي خلقت بها السديس، والسلوغ في ذوات الأظلاف، بمنزلة البزول في ذوات الأخفاف.

{نِعَمَهُ}: جمع نعمة، وهي في الأصل: الحالة الطيبة التي يستلذها الإنسان، فأطلقت للأمور اللذيدة الملائمة للطبع المؤدية إلى تلك الحالة الطيبة.

{مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} يقال: جدلت الحبل، إذا أحكمت فتله، ومنه الجدال، فكأن المتجادلين يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه.