ما عاملتهن به. قال في "القاموس": قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة - وتضم - وقرورًا: بردت وانقطع بكاؤها، أو رأت ما كانت متشوقة إليه، وقر بالمكان يقر - بالكسر والفتح - قرارًا: ثبت واستكن كاستقر.
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} بالياء؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي، ولوجود الفضل، وإذا جاز التذكير بغيره في قوله:{وَقَالَ نِسْوَةٌ} .. كان معه أجوز، والنساء والنسوان والنسوة - بالكسر -: جموع المرأة من غير لفظها؛ أي: لا تحل لك واحدة من النساء، مسلمة كانت أو كتابية لما تقرر أن حرف التعريف إذا دخل على الجمع يبطل الجمعية، ويراد الجنس، وهو كالنكرة يخص في الإثبات، ويعم في النفي، كما مر.
{وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ} بحذف إحدى التاءين، والأصل: تتبدل من باب تفعل الخماسي، وبدل الشيء: الخلف عنه، وتبدَّله به وأبدله منه وبدَّله: اتخذه بدلًا، كما في "القاموس". قال الراغب: التبدل والإبدال والتبديل والاستبدال: جعل الشيء مكان آخر، وهو أعم من العوض، فإن العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل يقال للتغيير، وإن لم تأت ببدله. انتهى.
وقوله:{مِنْ أَزْوَاجٍ} مفعول {تَبَدَّلَ}، و {مِنْ} مزيدة لتأكيد النفي تفيد استغراق جنس الأزواج بالتحريم، والمعنى: ولا يحل لك أن تتبدل بهؤلاء التسع أزواجًا أخر بكلهن أو بعضهن، بأن تطلق واحدة، وتنكح مكانها أخرى.
{وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ}؛ أي: أوقعك في العجب. قال الراغب: العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، وقد يستعار للروق، فيقال: أعجبني كذا؛ أي: راقني، والحسن كون الشيء ملائمًا للطبع، وأكثر ما يقال: الحسن بفتحتين في تعارف العامة في المستحسن بالبصر.
{رَقِيبًا} يقال: رقبته حفظته، والرقيب: الحافظ، وذلك إما لمراعاة رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته.
{غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}؛ أي: نضجه وإدراكه، وهو بكسر الهمزة وبالقصر مصدر سماعي, لأنى الطعام يأني من باب رمى يرمي إنًى: إذا أدرك، وقياس مصدره: أني، كرمي، ولكنه لم يسمع، ولكن المسموع إنًا بالكسر والقصر بوزن رضا. قال