السحرة، ما هو باطل محقق، فيكون عدمًا، فإن العين أدركت أمرًا ما لا تشك فيه، ولا هو حق محض، فيكون له وجود في عينه، فإنه ليس هو في نفسه كما تشهده العين، ويظنه الرائي. انتهى. قال الشيخ الشعراني في "الكبريت الأحمر": هو كلام نفيس، ما سمعنا مثله قط.
{مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا} والدرس: قراءة الكتاب بإمعان النظر فيه طلبًا لدرك معناه، والتدريس: تكرير الدرس، قال الراغب في "المفردات": درس الشيء، معناه: بقي أثره، وبقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه، ولذلك فسر الدروس بالانمحاء، وكذا درس الكتاب، ودرست العلم: تناولت أثره بالحفظ، ولما كان تناول ذلك بمداومة القراءة .. عبر عن إدامة القراءة بالدرس.
{مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} قال في "القاموس": والعشير: جزء من عشرة، كالمعشار والعشر، وتابعه من نقل عنه كالمنجد وغيره، وقال في "الكشاف": والمعشار: كالمرباع، وهما: العشر والربع، وعبارة "البحر": المعشار: مفعال من العشر، ولم يبقَ على هذا الوزن من ألفاظ العدد غيره، وغير المرباع، ومعناهما: العشر والربع، وقال قوم: المعشار: عشر العشر، وقال الماوردي: المعشار هنا: هو عشر العشير، والعشير: هو عشر العشر، فيكون جزءًا من ألف، قال: وهو الأظهر؛ لأن المراد به المبالغة في التقليل، قال الشوكاني: مراعاة المبالغة في التقليل لا يسوغ لأجلها الخروج عن المعنى العربي، وقال الجوهري: معشار الشيء: عشره، كما قاله صاحب "القاموس"، وهذا هو المعنى المعروف المعتبر هنا. {نَكِيرِ} والنكير: مصدر كالإنكار، وهو من المصادر التي جاءت على وزن فعيل، والفعل على وزن أفعال كالنذير والعذير من أنذر وأعذر، ذكره في "البحر".
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ} الوعظ: زجر يقترن به تخويف، وقال الخليل: هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب، والعظة والموعظة الاسم. اهـ.
{وَفُرَادَى} قال الراغب: الفرد: الذي لا يختلط به غيره، فهم أعم من الوتر، وأخص من الواحد، وجمعه: فرادى انتهى. وفي "المختار": الفرد: الوتر، وجمعه: أفراد، وفرادى بالضم على غير القياس، كأنه جمع فردان.
{ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} التفكر: طلب المعنى بالقلب. {مِنْ جِنَّةٍ}؛ أي: جنون.