ومنها: إيثار صيغة الجمع في الطرفين في قوله: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} تحقيقًا للتباين بين أفراد الفريقين.
ومنها: الاستعارة المرشحة في قوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} مثل المصرين على الكفر بالأموات، ورشح له بذكر القبور، وترشيح الاستعارة اقترانها بما يلائم المستعار منه، شبه تعالى من طبع على قلبه بالموتى في عدم القدرة على الإجابة، فكما لا يسمع أصحاب القبور ولا يجيبون، كذلك الكفار لا يسمعون ولا يقبلون الحق.
ومنها: الاكتفاء في قوله: {يَعْمَلُونَ} لكون الإنذار هو المقصود الأهم من البعثة.
ومنها: إعادة الجار في المعطوف في قوله: {وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ} لإفادة التأكيد.
ومنها: وضع الظاهر موضع المضمر في قوله: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا} لذمهم بما في حيز الصلة، والإشعار بعلية الأخذ.
ومنها: الالتفات من الغيبة في: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} إلى التكلم في قوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} لإظهار كمال الاعتناء بفعل الإخراج لما فيه من الصنع البديع المنبىء عن كمال القدرة والحكمة، ولأن الرجوع إلى نون العظمة أهيب في العبارة.
ومنها: التدبيج في قوله: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} والتدبيج: أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد الكناية بها والتورية بذكرها عن أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو غير ذلك من الفنون، وقد أراد الله سبحانه بذلك الكناية عن المشتبه من الطرق إلى آخر ما ذكروه هنا.
ومنها: العدول عن الجملة الفعلية إلى الاسمية في قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} فأورد هاتين الجملتين اسميتين مع مشاركتهما للفعلية قبلهما في الاستشهاد بمضمون كل على تباين الناس في الأحوال لما أن اختلاف الجبال والناس والدواب والأنعام فيما ذكر من الألوان أمر مستمر، فعبر عنه بما يدل على