{أُولَئِكَ}: مبتدأ أول. {عَلَيْهِمْ}: جار ومجرور خبر مقدم للمبتدأ الثاني. {صَلَوَاتٌ}: مبتدأ ثان. {مِنْ رَبِّهِمْ}: صفة لـ {صَلَوَاتٌ}، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل الرفع خبر للمبتدأ الأول، والجملة من المبتدأ الأول وخبره مستأنفة استئنافًا بيانيًّا لا محل لها من الإعراب، كأنه قيل: ما الذي بشروا به؟ فقيل:{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ}. {وَرَحْمَةٌ}: معطوف على {صَلَوَاتٌ}: {وَأُولَئِكَ}: {الواو} عاطفة، {أولئك} مبتدأ. {هُمُ} ضمير فصل. {الْمُهْتَدُونَ}: خبره، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
{وَاشْكُرُوا لِي} وشكرٌ يتعدى تارةً بنفسه، وتارةً بحرف جرٍ على حدٍّ سواء على الصحيح، وقال بعضهم: إذا قلت: شكرت لزيدٍ: فمعناه: شكرت لزيد صنيعه، فجعلوه متعديًا لاثنين: أحدهما: بنفسه، والآخر: بحرف الجر، ولذلك فسر الزمخشري هذا الموضع بقوله: واشكروا لي ما أنعمت عليكم.
وقال ابن عطية:{وَاشْكُرُوا لِي} واشكروني بمعنى واحد، و {لي} أفصح وأشهر مع الشكر، ومعناه: اشكروا نعمتي وأياديَّ، وكذلك إذا قلت: شكرتك فالمعنى: شكرت لك صنيعك وذكرته. فَحَذَف المضاف؛ إذ معنى الشكر: ذكر اليد وذكر مسديها معًا، فما حذف من ذلك فهو اختصار لدلالة ما بقي على ما حذف انتهى "سمين" وقيل: معنى الشكر هنا: الاعتراف بحق المنعم والثناء عليه، ولذلك قابله بقوله:{وَلَا تَكْفُرُونِ}.
{وَلَا تَكْفُرُونِ} هو من كفر النعمة، وهو على حذف مضاف؛ أي: ولا تكفروا نعمتي، ولو كان من الكفر ضد الإيمان لقال: ولا تكفروا، أو: ولا تكفروا بي، وهذه النون نون الوقاية حذفت ياء المتكلم بعدها تخفيفًا لتناسب الفواصل، وقيل: المعنى واشكروا لي بالطاعة، ولا تكفرون بالمعصية.