{أَنْ} يجوز أن تكون مفسرة؛ لأن مجيء الرسل متضمن معنى القول، ويجوز أن تكون مصدرية، وهي مع مدخولها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض؛ أي: بأدائكم إلى، الجار والمجرور متعلق بـ {جاءهم}، ويجوز أن تكون مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة {أَدُّوا إِلَيَّ}: خبرها. {عِبَادَ اللَّهِ}: منادى مضاف، حذف منه حرف النداء، فيكون المراد بعباد الله: القبط. واختار الزمخشري أن يكون {عِبَادَ اللَّهِ} مفعولًا به، وهم بنو إسرائيل، يقول أدوهم إلى، وأرسلوهم معي، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في سورة الشعراء: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)}. {إِنِّي}: ناصب واسمه، {لَكُم}: حال من رسول؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها، {رَسُولٌ}: خبر {إِنَّ}. {أَمِينٌ}: صفة {رَسُولٌ}، وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لتعليل الأمر بالأداء. {وَأَن}: {الواو}: عاطفة. {أن}: معطوفة مع مدخولها على {أن} الأولى، ويجوز فيها من الأوجه ما جاز في الأولى. {لا} ناهية. {تَعْلُوا} فعل مضارع مجزوم بـ {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل، {عَلَى اللَّهِ} متعلق بـ {تَعْلُوا}؛ أي: وبعدم علوكم على الله. {إِنِّي} ناصب واسمه، {آتِيكُمْ} فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر {إِنَّ}، {بِسُلْطَانٍ} متعلق بـ {آتِيكُمْ}، {مُبِينٍ}: صفة لـ {سلطان}، وجملة {إن} مستأنفة، مسوقة لتعليل النهي قبلها.