للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حَكِيمٍ}؛ أي: محكم مبرم لا يقبل التغيير والتبديل. {مُوقِنِينَ}؛ أي: مريدين اليقين، كما يقال: منجد، متهم؛ أي: يريد نجدًا وتهامة: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} أصله: يموت بوزن يفعل، مضارع أمات الرباعي، نقلت حركة الباء إلى الميم فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مد، وفيه حذف همزة أفعل من المضارع كما في أكرم.

{فَارْتَقِبْ}؛ أي: انتظر من قولهم: رقبته؛ أي: انتظرته وحرسته. {بِدُخَانٍ مُبِينٍ} في "المختار": دخان النار معروف، ودخنت النار ارتفع دخانها، وبابه دخل وخضع، وأدخنت مثله، ودخنت النار إذا فسدت بإلقاء الحطب عليها حتى هاج دخانها، ودخن الطبيخ، إذا تدخنت القدر، وبابه طرب، وقياس جمعه في القلة أدخنة، وفي الكثرة دخنان، نحو: غراب وأغربة وغربان، وشذوا في جمعه على فواعل، فقالوا؛ دواخن، كأنه جمع داخنة، كما شذوا في عنان، فقالوا في جمعه: عوانن. وفي "القاموس": والدخان كغراب وجبل، ورمان العُثَانُ، والجمع أدخنة ودواخن ودواخين، وقال أبو عبيدة: والدخان الجدب، قال القتيبي: سمي دخانًا ليبس الأرض منه، حتى يرتفع منها كالدخان. {يَغْشَى النَّاسَ} فيه إعلال بالقلب، أصله: يغشي بوزن يفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، والمراد بالدخان هنا: ما أصابهم من الظلمة في أبصارهم من شدة الجوع، حتى كأنهم كانوا يرون دخانًا، فإن الإنسان إذا اشتد خوفه، أو ضعفه، أظلمت عيناه، ورأى الدنيا كالمملوءة دخانًا {يَغْشَى النَّاسَ}؛ أي: يحيط بهم {اكْشِفْ عَنَّا}؛ أي: ارفع عنا {أَنَّي}؛ أي: كيف يكون، ومن أين يحصل {مُعَلَّمٌ}؛ أي: يعلمه غلام رومي لبعض ثقيف.

{ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} أصله: تولّيوا بوزن تفعلوا قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، فالتقى ساكنان الألف وواو الجماعة فحذفت الألف وبقيت الفتحة دالة عليها. {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} جمع عائد، وفيه إعلال بالإبدال أصله: عاودون، أبدلت الواو همزة في الوصف، حملًا له في الإعلال على فعله حيث أعل الفعل عود بقلب الواو ألفًا، لتحركها بعد فتح. {يَوْمَ نَبْطِشُ} يقال: بطش به أخذه بالعنف والسطوة، كأبطشه، والبطش الأخذ الشديد في كل شيء، والبأس قاله في "القاموس". وفي "المصباح": بطش بطشًا من باب ضرب، وبها قرأ السبعة، وفي