للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لغة من باب قتل، وبها قرأ الحسن البصري، وأبو جعفر المدني، والبطش: هو الأخذ بعنف، وبطشت اليد إذا عملت فهي باطشة اهـ.

{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ}؛ أي: بلونا، وامتحنا؛ أي: فعلنا بهم فعل الممتحن الذي يريد أن يعلم بحقيقة ذلك الشيء، وذلك الامتحان كان بزيادة في الرزق، والتمكين في الأرض، ففسدوا واستطالوا في الغي، وركوب متن الضلال {كَرِيمُ}؛ أي: جامع لخصال الخير، والأفعال المحمودة قاله الراغب. {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ} أصله: أديوا، أمر من أدى يؤدي، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت المتقي ساكنان، فحذف الياء وضمت الدال، لمناسبة الواو؛ أي: أطلقوا، وسلموا إلى {أَمِينٌ}؛ أي: ائتمنه الله على وحيه ورسالته.

{وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ}؛ أي: لا تستكبروا على الله بالاستهانة بوحيه، أصله: تعلووا بوزن تفعلوا، سكنت الواو الأولى لوقوعها إثر ضمة، لتكون حرف مد، فالتقى ساكنان فحذفت الواو الأولى، لام الكلمة فوزنه تفعوا.

{إِنِّي آتِيكُمْ} اسم فاعل من أتى الثلاثي، فالمدة فيه مدة فاعل، اتصلت بفاء الكلمة، وسكنت الياء لوقوعها إثر كسرة، ويحتمل أن يكون مضارع أتى، فاجتمعت همزتان، همزة المضارع للمتكلم، وهمزة فاء الفعل، فأبدلت الثانية ألفًا حرف مد، من جنس حركة الأولى. {بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}؛ أي: بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها. {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ}؛ أي: التجأت إليه، وتوكلت عليه، وأصله: عوذ قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، فصار عاذ فاتصلت بالفعل تاء الفاعل فبني على السكون، فصار عاذت فالتقى ساكنان، فحذفت الألف فصار عَذت، فحذفت حركة فاء الفعل، وعوض عنها حركة تجانس العين المحذوفة، وهي الضمة؛ لأن عين الفعل واو فقيل: {عُذْتُ} بوزن قلت {أَن تَرجْمُوُنِ}؛ أي: تؤذونني ضربًا، أو شتمًا. {فَاعْتَزِلُونِ}؛ أي: كونوا بمعزل منى، لا علي ولا لي، ولا تتعرضوا لي بسوء {فَأَسْرِ بِعِبَادِي}؛ أي: سربهم ليلًا {مُتَّبَعُونَ}؛ أي: يتبعكم فرعون وقومه. {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}؛ أي: حال كونه رهوًا، فهو منصوب على الحال من البحر. والرهو في الأصل، مصدر رها يرهو رهوًا، كعدا يعدو عدوًا، إما بمعنى سكن؛ أي: ساكنًا، وإما بمعنى انفرج وانفتح؛ أي: منفرجًا منفتحًا.