للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي "المختار": رها بين رجليه؛ أي: فتح، وبابه عدا ورها البحر سكن، وبابه عدا أيضًا، اهـ.

{إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} والجند الجمع المعد للحرب، {مُغْرَقُونَ}؛ أي: متمكنون في هذا الوصف، وإن كان لهم وصف القوة، والتجمع الذي شأنه النجدة الموجبة للعلو في الأمور. والغرق: الرسوب في الماء، والتسفل فيه حتى يغرق ويهلك، {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}؛ أي: مجالس محفلة، ومنازل مزينة، وأصله: مقوم بوزن مفعل، نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال، مصدر ميمي، أو اسم مكان. {وَنَعْمَةٍ} قال صاحب "الكشاف": النعمة بالفتح من التنعم، وبالكسر من الإنعام؛ أي: حسن حياة، ونضرة عيش.

{كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}؛ أي: طيبي الأنفس ناعمين، أو أصحاب فاكهة، كلابن وتامر، وقد مرت هذه الصيغة، وعبارة "القاموس": الفاكهة الثمر كله، والفاكهاني بائعها وكخجل آكلها، والفاكه صاحبها، وفكههم تفكيهًا أطرفهم بها، والاسم الفكيهة والفكاهة بالضم، وفكه كفرح فكهًا فهو فكه وفاكه طيب النفس ضحوك، أو يحدث صحبه، فيضحكهم انتهى.

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ}؛ أي: لم تكترث لهلاكهم، ولا اعتدت بوجودهم، وقد جرى الناس أن يقولوا حين هلاك الرجل العظيم الشأن؛ إنه قد أظلمت الدنيا لفقده، وكسفت الشمس والقمر له، وبكت عليه السماء والأرض، كما قال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِيْ عَلَيْكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والْقَمَرَا

أي: يا نجوم الليل والقمر، وأصله: بكي بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم اتصلت بالفعل تاء التأنيث الساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين فوزنه فعت. {مُنْظَرِينَ}؛ أي: ممهلين مؤخرين {الْمُهِينِ}؛ أي: الشديد الإهانة والإذلال {عَالِيًا}؛ أي: جبارًا متكبرًا. {مِنَ الْمُسْرِفِينَ}؛ أي: في الشر والفساد. و {عَالِيًا} فيه إعلال بالقلب، أصله: عالوا من العلو، قلبت الواو ياء