ومنها: المجاز العقلي في قوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ} لما فيه من إسناد الفعل إلى سببه؛ لأن المراد بالفتنة: ارتكاب المعاصي، وهو تعالى كان سببًا لارتكابها بالإمهال، وتوسيع الرزق عليهم.
ومنها: إيراد الأداء مع الأمين، والسلطان مع العلو، في قوله: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨)}، وفي قوله: {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٩)}؛ لأن في ذلك من الجزالة، والمناسبة ما لا يخفى.
ومنها: الكناية في قوله: {فَاعْتَزِلُونِ}؛ لأن الاعتزال هنا كناية عن الترك، ولا يراد به الاعتزال بالأبدان.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي}؛ أي: وقلنا له: أن أسر بعبادي.
ومنها: عطف العام على الخاص في قوله: {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧)}: لأن النعمة تشمل الأربعة قبلها، وغيرها من أنواع النعم، كالنظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا}؛ لأن الإيراث هنا مجاز عن تمليكها مخلفة عليهم، أو عن تمكينهم من التصرف فيها، تمكين الوارث فيما يرثه.
ومنها: الاستعارة المكنية التخييلية في قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} حيث شبه السماء والأرض بمن يصح منه الاكتراث، ثم حذف المشبه به، وهو من يصح منه الاكتراث، واستعار له شيئًا من لوازمه، وهو البكاء، فإسناد البكاء إليهما على سبيل التخييل، والمعنى: أنهم لم يكونوا يعملوا عملًا صالحًا ينقطع بهلاكهم، فتبكي الأرض لانقطاعه، وتبكي السماء؛ لأنه لم يصعد إليها شيء من ذلك العمل الصالح بعد هلاكهم، وجعله بعضهم مجازًا مرسلًا عن الاكتراث بهلاك الهالك، والعلاقة السببية، فذكر المسبب، وأراد السبب، فإن الاكتراث