الطبقة الأولى: ملوك سبأ وريدان، من سنة ١١٥ قبل الميلاد، إلى ٢٧٥ بعده.
والطبقة الثانية: ملوك سبأ وريدان، وحضرموت، والشحر من سنة (٢٧٥) بعد الميلاد، إلى سنة (٥٢٥)، وأولهم شمر برعش، وآخرهم ذو نبراس، ثم ذو جدن، ومنهم ذو القرنين، أو إفريقش ويسمى الصعب، وبعده عمرو زوج بلقيس، ثم أبو بكر ابنه، ثم ذو نواس، والذين اشتهروا من هؤلاء الملوك ثلاثة، شمر برعش، وذو القرنين، وأسعد أبو كرب، وتفاصيل أخبارهم مبثوثة في بطون كتب التاريخ المطولة، فليرجع إليها من استهوته قراءة الأساطير الممتعة، وما فيها من قصص عجيبة.
والظاهر: أن تبعًا الأول سمي به لكثرة قومه وتبعه، ثم صار لقبًا لمن بعده من الملوك، سواء كانت لهم تلك الكثرة والأتباع، أم لا. {مِيقَاتُهُمْ}؛ أي: ميقات كفار مكة وسائر الناس؛ أي: وقت وعدهم الذي ضرب لهم في الأزل، وأصل الميقات: موقات قلبت الواو ياءً لسكونها إثر كسرة، فصارت حرف مد، قال في "بحر العلوم": ميقاتهم؛ أي: حدهم الذي يوقتون به ولا ينتهون إليه، ومنه مواقيت الإحرام على الحدود، التي لا يتجاوزها من يريد دخول مكة إلا محرمًا، فإنَّ الميقات ما وقت به الشيء؛ أي: حد. قال ابن الشيخ: الفرق بين الوقت والميقات أن الميقات وقت يقدر؛ لأن يقع فيه عمل من الأعمال، وأن الوقت ما يقع فيه شيء، سواء قدره مقدر لأن يقع فيه شيء، أم لا.
{لَا يُغْنِي مَوْلًى} في "المختار": المولى المعتق والمعتَق وابن العم والناصر والجار والحليف، اهـ. وفي "القرطبي"؛ أي: لا يدفع ابن عم عن ابن عمه، ولا قريب عن قريبه، ولا صديق عن صديقه شيئًا اهـ. وأصله مولي بوزن مفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣)} وفي "المفردات": شجرة الزقوم عبارة عن أطعمة كريهة في النار، ومنه استعير زقم فلان وتزقم، إذا