للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كل ثلاثي أجوف واوي العين، كقل من قال، وكن من كان مثلًا.

{تَمْتَرُونَ} أصله: تمتريون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت، حذفت لالتقاء الساكنين، ثم ضمت الراء لمناسبة الواو، فصار تمترون {فِي مَقَامٍ} قرىء مقام بفتح الميم، وأصله: مقوم بوزن مفعل بفتح العين، نقلت حركة الواو إلى القاف فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها في الحال، وقرىء مقام بضم الميم، اسم مكان من أقام فعل به ما فعل بالأول

{فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}؛ أي: في مجلس أمنوا منه من كل هم وحزن، وأصل الأمن: طمأنينة النفس، وزوال الخوف، والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر، ويستعمل الأمان تارةً اسمًا للحالة التي عليها الإنسان في الأمن، وتارةً اسمًا لما يؤتمن عليه الإنسان، كقوله تعالى: {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}؛ أي: ما ائتمنتم عليه. {مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} السندس هو مارقَّ من الديباج، والإستبرق ما غلظ منه. وفي "المصباح": والديباج ثوب سداه ولحمته إبريسم، ويقال: هو معرب، انتهى. ثم إن الإستبرق من كلام العجم، عرب بالقاف، قال في "القاموس": الإستبرق الديباج الغليظ. معرب إستروه، وتصغيره أبيرق، وستبر بالتاء والطاء، بمعنى: الغليظ بالفارسية، قال الجواليقي في "المعربات": نقل الإستبرق من العجمية إلى العربية، فلو حقر أو كسر لكان في التحقير أبيرق، وبالتكسير أباريق، بحذف السين والتاء جميعًا، انتهى. والتعريب: جعل العجمي بحيث يوافق اللفظ العربي، بتغييره عن منهاجه، وإجرائه على أوجه الإعراب، وجاز وقوع اللفظ العجمي في القرآن العربي؛ لأنه إذا عرب خرج من أن يكون عجميًا إذا كان متصرفًا تصرف اللفظ العربي من غير فرق، فمن قال: القرآن أعجمي فقد كفر؛ لأنه عارض قوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}، وإذا قال: فيه كلمة أعجمية، ففي أمره نظر؛ لأنه إن أراد وقوع الأعجمي فيه بتعريب فصحيح، وإن أراد وقوعه بلا تعريب فغلط.

{بِحُورٍ} بوزن فعل بضم العين، جمع حوراء كحمر وحمراء. {عِينِ} جمع عيناء، وقياسه أن يجمع على فعل بضم الفاء، كما جمعت حوراء على حور،