بكذا؛ أي: مغرى به. وقال الراغب: وتحقيقه أولعني بذلك.
{وَأَصْلِحْ لِي في ذُرِّيَّتِي} من ذرأ الشيء إذا كثر. ومنه: الذرّيّة لنسل الثقلين. كما في "القاموس"؛ أي: واجعل الصلاح ساريًا في ذريتي، راسخًا فيهم. كما مرّ.
{نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ} والقبول: هو الرضا بالعمل، والإثابة عليه. {أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا}؛ أي: حسن أعمالهم وطاعاتهم، فإنّ المباح حسن، ولا يثاب عليه. فالقبول ليس قاصرًا على أحسن، وأفضل عبادتهم، بل يعم كل طاعاتهم أفضلها ومفضولها.
{أُفٍ} هو صوت يصدر من الإنسان حين تضجره، وكتب عليه الكرخي في سورة الإسراء: وهو مصدر أفّ يؤف أفًّا، بمعنى تبًّا وقبحًا، أو صوت يدلّ على تضجّر، أو اسم الفعل الذي هو أتضجر. اهـ. فجعل فيه احتمالات ثلاثة: مصدر، واسم صوت، واسم فعل. لكن المراد: أيُّ كلام يؤذيهما فيه كسر لخاطرهما.
{يَسْتَغِيثَانِ} من الغوث. أصله: يستغوثان، نقلت حركة الواو إلى الغين إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مد. {أُخْرَجَ}؛ أي: أبعث من القبر للحساب.
{وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي}؛ أي: مضت ولم يخرج منها أحد. والقرون: جمع قرن، والقرن: القوم المقترنون في زمن واحد.
{يَسْتَغِيثَانِ اللهَ}؛ أي: يقولان: الغياثُ بالله منك، يقال: استغاث الله، واستغاث بالله. والمراد: أنهما يستغيثان بالله من كفره إنكارًا، واستعظامًا له حتى لجأ إلى الله في دفعه. كما يقال: العياذ بالله من كذا. {وَيْلَكَ} دعاء عليه بالثبور والهلاك، ويراد به: الحثُّ على الفعل أو تركه، إشعارًا بأنّ مرتكبه حقيق بأن يهلك، فإذا سمع ذلك .. ارعوى عن غيّه، وترك ما هو فيه، وأخذ بما ينجيه. وهو من المصادر التي لم تستعمل أفعالها، ومثله: ويحه، وويسه، وويبه.
{أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}؛ أي: أباطيلهم التي سطّورها في الكتب من غير أن يكون