{يَسْتَمِعُونَ} ورد الفعل جمعًا نظرًا للمعنى، والاستماع: الإصغاء مع قصد السماع. {أَنْصِتُوا} أمر من الإنصاف. وهو الإصغاء مع السكوت؛ أي: أسكتوا. {قُضِيَ} فرغ من تلاوته. {وَلَّوْا}؛ أي: رجعوا. {مُنْذِرِينَ}؛ أي: مخوّفين لهم عواقب الضلال، وكانوا يهودًا، ثّم أسلموا.
{أَجِيبُوا} أصله: أجوبوا بوزن أفعلوا، نقلت حركة الواو إلى الجيم، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مدّ. {دَاعِيَ اللهِ} فيه إعلال بالقلب، أصله: داعو، قلبت الواو ياءً؛ لتطرُّفها إثر كسرة.
{وَيُجِرْكُمْ} أصله: يجوركم بوزن يفعل، مضارع أجار، نقلت حركة الواو إلى الجيم فسكنت فالتقى ساكنان: الواو والراء، فحذفت الواو، فوزنه يفلكم. {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ} أصله: يجوب، نقلت حركة الواو إلى الجيم فسكنت فالتقى ساكنان، فحذفت الواو، فوزنه يفل. {أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ} قد اجتمع هاهنا همزتان مضمومتان من كلمتين، وليس لهما نظير في القرآن؛ أي: لا وجود لهما في محل منه غير هذا. اهـ "خطيب".
{وَلَمْ يَعْيَ}؛ أي: لم يتعب بذلك، ولم يعجز عنه، يقال: عييت بالأمر: إذا لم تعرف وجهه، وأَعْيَيْتُ: تعبت. وفي "القاموس": أعيى الماشي: إذا كلَّ، قال الكسائي: يقال: أَعْيَيْتُ من التعب، وعَيِيْتُ من انقطاع الحيلة والعجز، قال عبيد بن الأبرص:
وحكي في سبب تعلّم الكسائي النحو على كبره: أنّه مشى يومًا، حتى أعيَ ثم جلس إلى قوم ليستريح، فقال: قد عييت، بالتشديد بغير همزة، فقالوا له: لا تجالسنا وأنت تلحن، قال الكسائي: وكيف؟ قالوا: إن أردت من التعب .. فقل: أعييت، وإن أردت من انقطاع الحيلة، والتعجيز في الأمر .. فقل: عييت مخفّفًا، فقام من فوره، وسأل عمَّن يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذٍ، فلزمه حتى نفد ما