للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أنه تعالى لما أذن في التعجيل على سبيل الرخصة، احتمل أن يخطر ببال قوم أن من لم يجر على موجب هذه الرخصة فإنه يأثم .. فأزال الله تعالى هذه الشبهة، وبين أنه لا إثم عليه في الأمرين، فإن شاء عجل، وإن شاء أخَّر.

الجواب الثاني: أن مِنَ الناس مَنْ كان يتعجل، ومنهم مَنْ كان يتأخر، وكل فريق يصوب فعله على فعل الآخر، فبين الله تعالى أن كل واحد من الفريقين مصيب في فعله، وأنه لا إثم عليه.

الجواب الثالث: إنما قال: {وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} لمشاكلة اللفظة الأولى، فهو كقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ومعلوم أن جزاء السيئة ليست سيئة.

الجواب الرابع: أن فيه دلالة على جواز الأمرين، فكأنه تعالى قال: فتعجلوا أو تأخروا فلا إثم في التعجيل، ولا في التأخير. انتهى.

الإعراب

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

{وَأَتِمُّوا}: الواو: استئنافية، {أتموا الحج}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة مستأنفة استئنافًا نحويًّا {لِلَّهِ}: جار ومجرور متعلق بـ {أتموا}، أو بمحذوف حال من {الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ}؛ تقديره: حالة كونهما كائنين لله، وفي قراءة برفع {العمرةُ} على الابتداء، والجار والمجرور خبره؛ تقديره: والعمرة كائنة لله، والجملة الإسمية معطوفة على الجملة الفعلية.

{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}.

{فَإِنْ} {الفاء}: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر؛ تقديره: إذا عرفتم أن الحج والعمرة واجب إتمامهما إذا كنتم غير معذورين، وأردتم بيان حكم ما إذا أحصرتم عنهما، أو كنتم مرضى، أو بكم أذى في الرأس .. فأقول لكم: {إن أحصرتم}، {إن}: حرف شرط جازم، {أحصرتم}: فعل ماضٍ