للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى (١): أي وعد الله سبحانه هؤلاء الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - أن يغفر ذنوبهم، ويجزل أجرهم، بإدخالهم جنات النعيم، ووعد الله حق وصدق لا يخلف ولا يبدل، وكل من اقتفى أثر الصحابة .. فهو في حكمهم، ولهم السبق والفضل، والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد.

روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا .. ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" رضي الله عنهم وأرضاهم.

تنبيه: هذه أوصاف الأمة الإِسلامية أيّام عزّها، فانظر الآن، وتأمّل في تخاذلها وجهلها، حتى أصبحت مثلًا في الخمول والجهل، وأصبحت زرعًا هشيمًا تذروه الرياح، فكيف يجتمع عصفه وتبنه؟! ولعل الله يبدل الحال غير الحال، ويخضر الزرع بعد ذبوله، وتعود الأمة سيرتها الأولى، مهيبة مرعية الجانب، مخشية القوة.

الإعراب

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٩)}.

{لَقَدْ} {اللام}: موطئة للقسم. {قَدْ}: حرف تحقيق. {رَضِيَ اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة: جواب القسم، لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم: مستأنفة. {عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}: متعلق بـ {رَضِيَ}. {إِذْ}: ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بـ {رَضِيَ}. {يُبَايِعُونَكَ}: فعل وفاعل ومفعول به مرفوع يثبات النون، وأتى بصيغة المضارع؛ لاستحضار صورة المبايعة، والجملة: في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذْ}. {تَحْتَ الشَّجَرَةِ}: متعلق بـ {يُبَايِعُونَكَ}، {فَعَلِمَ}


(١) المراغي.