والوجه الثاني: أن تكون مصدرًا كذكرى. قال الكسائي: يقال: ضاز يضيز ضيزى، كذكر يذكر ذكرى. وقرىء {ضِئْزَى} بهمزة ساكنة. ومعنى ضأزه يضأزه نقصه ظلمًا وجورًا. وهو قريب عن الأول. وفي "المختار": ضاز في الحكم جار، وضازه فيه نقصه وبخسه، وبابهما باع. وقال بعضهم: قوله: {ضيزى} يحتمل أن تكون أصلها ضيزى بوزن فعلى بضم الفاء، فقلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء. ويحتمل أن يكون أصلها ضوزى بوزن فعلى بكسر الفاء، ثم قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة. ويحتمل أن يكون أصلها ضوزى مثل: طوبى، بكسر أوله، فقلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة. ومنشأ هذا الخلاف هل الكلمة واوية العين أو يائية؟ وعلى أنها يائية لا قلب، اهـ.
{أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤)} أصله: تمني بوزن تفعل، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح. والتمني: تقدير شيء في النفس، وتصويره فيها. وذلك قد يكون عن تخمين وظن، وقد يكون عن رؤية وبناء على أصل. لكن لما كان أكثره عن تخمين صار الكذب له أملك. فأكثر التمني تصوير ما لا حقيقة له.
{لَيُسَمُّونَ} أصله: ليسميون، استثقلت الضمة علي الياء فحذفت، ثم حذفت لما التقت ساكنة بواو الجماعة، وضمت الميم لمناسبة الواو. {تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى} مصدر قياسي لسمي؛ لأنه قياس فعل المستعل اللام، فحذفت ياء التفعيل منه، وعوض عنها إياه في آخره، نظيره زكى تزكية، وورى تورية.
{إِلَّا اللَّمَمَ} قال الفراء: اللمم: أن يفعل الإنسان الشيء في الحين، ولا يكون عادة له. ومنه: إلمام الخيال.
{وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ} والأجنة: جمع جنين، مثل: أسرة وسرير. وأصله: أجننة بوزن أفعلة، نقلت حركة النون الأولى إلى الجيم فسكنت؛ وأدغمت في النون الثانية، فوزنه أفعلة. والجنين: الولد ما دام في البطن. وهو فعيل بمعنى مفعول؛ أي: مدفون مستتر. والجنين: الدفين في الشيء المستتر فيه من جنه إذا ستره. وإذا خرج من بطن أمه لا يسمى إلا ولدًا أو سقطًا. وفي الأشباه: هو جنين ما دام في بطن أمه، فإذا انفصل ذكرًا فصبي، ويسمى رجلًا، كما في آية المراث إلى البلوغ. فغلام إلى تسعة عشر، فشاب إلى أربعة وثلاثين، فكهل إلى إحدى وخمسين؛ فشيخ