للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بنفسه، وتارة أخرى بحرف الجر. {الْعَظِيمِ} صفة.

فائدة: أثبتوا ألف الوصل هنا في اسم ربك؛ لأنه لم يكثر دورانها هنا كثرته في البسملة, وحذفوها من البسملة لكثرة دورانها. وهم شأنهم الإيجاز، وتقليل الكثير إذا عرف معناه. وهذا معروف لا يجهل. وإثبات ما أثبت من أشكاله مما لا يكثر دليل الحذف منه، ولذا لا تحذف مع غير الباء في اسم الله، ولا مع الباء في غير الجلالة الكريمة من الأسماء. اهـ خطيب انتهى من الفتوحات.

التصريف ومفردات اللغة

{مَا تُمْنُونَ}؛ أي: ما تقذفونه في الأرحام من النطف. قرأ العامة بضم التاء، من أمنى الرباعي يمني إمناء. وقرىء بفتح التاء من مني الثلاثي يمني من باب رمى. كلاهما بمعنى قذف المني في الرحم. وأصله من المني. وهو التقدير. قال الشاعر:

لا تَأْمَنْ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمِ ... حَتَّى تُلاقِيَ مَا يُمْنِيْ لَكَ الْمَانِيْ

ومنه: المنيَّة. لأنَّها مقدرة تأتي على مقدار. وفي "المختار": وقد يقال: مني من باب رمى، وأمنى أيضًا. اهـ. وأصل {تُمْنُونَ}: تمنيون بوزن تفعلون، أستثقلت الضمة على الياء فحذفت، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وضمت النون لمناسبة الواو.

{عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ}؛ أي: نميتكم دفعة واحدة، ونخلق أشباهكم. ويجوز في {أَمْثَالَكُمْ} وجهان:

أحدهما: أنه جمع مثل بكسر الميم, وسكون الثاء؛ أي: نحن قادرون على أن نعدمكم، ونخلق قومًا آخرين أمثالكم. ويؤيده قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ}.

والثاني: أنه جمع مثل بفتحتين. وهو الصفة؛ أي: نغير صفاتكم التي أنتم عليها خلقا، وننشئكم في صفات غيرها، اهـ سمين.

{فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ}؛ أي: في صورة لا تعلمونها في جنسكم كتبديل صوركم بصورة القردة والخنازير. قال الحسن؛ أي: نجعلكم قردة وخنازير كما فعلنا بأقوام