قبلكم. و {مَا} مقطوعة في الرسم على القاعدة من أن {مَا} الموصولة مفصولة، اهـ خطيب.
{مَا تَحْرُثُونَ}؛ أي: تبذرون حبه، وتعملون في أرضه. قال الراغب: الحرث: تهيئة الزراعة، وإلقاء البذر فيها، اهـ.
والمعنى: المناسب هنا تفسير ما بالبذر، ومعنى تحرثون البذر؛ أي: تلقونه في الأرض فكأنه قال: أفرأيتم البذر الذي تلقونه في الطين أأنتم تزرعونه؛ أي: تنبتونه. وفي "المختار": الزرع: طرح البذر. والزرع أيضًا: الإنبات، يقال: زرعه الله؛ أي: أنبته. ومنه قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤)}. وبابه قطع، اهـ.
{حُطَامًا}؛ أي: هشيمًا متكسّرًا متفتتًا لشدة يبسه، والحطام: الهشيم الذي لا ينتفع به في مطعم ولا غذاء. وأصل الحطم: كسر الشيء مثل الهشم، ونحوه. ثم استعمل لكل كسر متناه.
{فَظَلْتُمْ} في إعلال بحذف عينه، إذ أصله: ظللتم بوزن فعلتم، حذفت عينه، وبقيت فاؤه، كما هي لغة فيه. وفيه لغة أخرى. وهي حذف العين، وكسر الفاء ظِلت. وهكذا كل فعل ثلاثي مكسور العين ماض عينه، ولامه من جنس واحد فيه ثلاث استعمالات، وهي استعماله تامًّا، كقولك: ظللت، وحذف عينه، وإبقاه حركة فائه كما هي. وحذف العين وكسر الفاء، كما تقدم.
{تَفَكَّهُونَ} فيه حذف إحدى التاءين، كما تقدم. فأصله: تتفكهون حذفت إحدى التاءين تخفيفًا. وأصل التفكه: تناول ضروب الفواكه للأكل. والفكاهة: المزاح. ومنه: حديث زيد كان من أفكه الناس مع أهله، ورجل فكه طيب النفس. وقد استعير هنا للتنقل في الحديث. وقيل: معناه: تندمون. وحقيقته تلقون الفكاهة عن أنفسكم. ولا تلقي الفكاهة إلا من الحزن. فهو من باب تحرج وتأثم. وقيل: تفكهون تعجبون. وقيل: تتلاومون. وقيل: تتفجعون. كله من باب التفسير باللازم.
{إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦)} جمع مغرم. والمغرم: هو الذي ذهب ماله بغير عوض. وأصل الباب اللزوم. والغرام: العذاب اللازم. والغرامة: أن يلزم الإنسان ما ليس عليه، ولا في ذمته.