{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١)} الإيراء: إظهار النار بالقدح. يقال: أورى يورى، ووريت بك زنادي، أي: أضاء بك أمري. ويقال: قدح فأورى إذا ظهرت النار، فإذا لم يور يقال: قدح فأكبى. وفي "المصباح": ورى الزند يرى وريًا من باب وعى. وفي لغة ورى يرى بكسرهما، وأورى بالألف. وذلك إذا أخرج ناره. وفي "المختار": وأوراه غيره أخرج ناره. وفي "معاجم اللغة": تستخرجون النار من الزناد. وهو جمع زند. والزند: العود الذي يقدح به النار. وهو الأعلى. والزندة السفلى، فيها ثقب، وهي الأنثى. فإذا اجتمعا قيل: زندان، والجمع زناد. والعرب تقدح بعودين، تحك أحدهما على الآخر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: ما من شجر، ولا عود إلّا فيه النار سوى العناب، اهـ. وأصل {تُورُونَ}: توريون مضارع أورى الرباعيِّ، وفيه إعلال بالحذف ثلاث مرات:
أولًا: حذفت منه همزة أفعل، كما تقدم غير مرة.
وثانيًا: حذفت الضمة التي على الياء للتخفيف.
وثالثًا: لما سكنت الياء بعد حذف حركتها حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت الراء لمناسبة الواو.
{الْمُزْنِ} السحاب، جمع مزنة. وفي "القاموس": المزن بالضم: السحاب أو أبيضه أو ذو الماء، والقطعة مزنة. {أُجَاجًا} في "المختار": ماء أجاج: مر شديد الملوحة. وقد أج يؤج أجوجًا بالضم.
{لِلْمُقْوِينَ}؛ أي: للمسافرين الذين يسكنون القواء؛ أي: القفر، والمفاوز؛ أي: جعلناها ينتفع بها المسافرون. وخصوا بالذكر لأن منفعتهم بها أكثر من المقيمين. وأصل المقوين: المقويين اسم فاعل من أقوى الرباعي استثقلت الكسرة على الواو، وبعدها ياء مكسورة، وأخرى ساكنة، فحذفت كسرة الياء الأولى لام الكلمة، فلما سكنت حذفت لالتقائها ساكنة مع ياء الجمع فوزنه مفعين.
{لَا يَمَسُّهُ} أصله: يمسسه، نقلت حركة السين الأولى إلى الميم، فسكنت فأدغمت في السين الثانية. والظاهر والله أعلم: أن ضمة السين ضمة إعراب، وأنَّ {لا} نافية. وهذا أحد وجهين، ذكرهما السمين. ثم قال: والثاني: أن {لا} ناهية، والفعل بعدها مجزوم. لأنه لو فك عن الادغام .. لظهر ذلك، كقوله تعالى: