للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}، ولكنه أدغم، ولما أدغم حرك آخره بالضم لأجل هاء ضمير المذكر الغائب. فضمته ضمة إتباع لحركة الهاء.

{مُدْهِنُونَ} قال الراغب: والإدهان في الأصل مثل التدهين، لكن جعل عبارة عن المداراة، والملاينة، وترك الجد. وقال المؤرخ: المدهن: المنافق أو الكافر الذي يلين جانبه ليخفي كفره. والإدهان والمداهنة: التكذيب، والنفاق، وأصله: اللين, وأن يضمر خلاف ما يظهر، وادهن داهن بمعنى واحد. وقال قوم: داهنت بمعنى واريت، وأدهنت بمعنى غششت. وفي "الشهاب": وأصل الإدهان جعل الأديم، ونحوه مدهونًا بشيء من الدهن. ولما كان ذلك ملينًا له لينًا محسوسًا أريد به: اللين المعنوي على أنه تُجُوِّز به عن مطلق اللين، أو استعير له، ولذا سميت المداراة، والملاينة مداهنة. وهذا مجاز معروف، ولشهرته صار حقيقة عرفية، فلذا تجوز به هنا عن التهاون أيضًا؛ لأن المتهاون بالأمر لا يتصلب فيه، اهـ "شهاب".

{غَيْرَ مَدِينِينَ} جمع مدين، اسم مفعول من دان يدين. والأصل: مديونين، نقلت حركة الياء إلى الدال، فلما سكنت حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين، ثم كسرت الدال لمناسبة الياء الساكنة بعدها. فهو مثال مبيع.

{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)} الروح بالفتح: الراحة، والرحمة، ونسيم الريح. والريحان: الرحمة، والرزق كما في "المختار". وفي "القاموس": والريحان: نبت طيب الرائحة، أو كل نبت كذلك، أو أطرافه أو ورقه، والولد، والرزق. وأصله ريحان بوزن فعلان، والياء فيه منقلبة عن واو على غير قياس لعدم وجود سبب للقلب. وقيل: أصله: ريوحان لتصغيره على رويحان. فلما اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء، فصار ريحان بتشديد الياء، ثم خففت الياء لتسهيل اللفظ فصار ريحان. وقيل: إن الكلمة لا قلب فيها, ولا إدغام، أن الياء أصل، وهي عين الفعل بدليل جمعها على رياحين، وتصغيره على ريحين.

{وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} ترسم {جَنَّت} هنا مجرورة التاء. ووقف عليها بالهاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، والباقون بالتاء على الرسم، اهـ خطيب. {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) أي: احتراق بها. وهو بوزن تفعلة مصدر قياسي لفعَّل المضعف