{أَزْكَى لَكُمْ} الألف في أزكى مبدلة من واو؛ لأنه من زكا الزرع يزكو زكاةً إذا نما بكثرة وبركة. {أطهر} من طهر إذا تنزه عن الأدناس والمعاصي.
البلاغة
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}؛ أي: قاربن انقضاء عدتهن، فهو من المجاز المرسل، أطلق فيه اسم الكل على الأكثر؛ لأنه لو انقضت العدة .. لما جاز إمساكها، والله تعالى يقول:{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}.
{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} هذا قد سبق، وأعاده اعتناء بشأنه، ومبالغة في إيجاب المحافظة عليه {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا} تأكيد للأمر بالإمساك بمعروف، وتوضيح لمعناه، وزجر صريح عما كانوا يتعاطونه من الإضرار.
{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ} هو من باب عطف الخاص على العام؛ لأن النعمة يراد بها نعم الله، والكتاب والحكمة من أفراد هذه النعم، هذا إن جعلنا النعمة اسمًا للمنعم به، وأما إن جعلناه مصدرًا بمعنى الإنعام .. فيكون العطف من المغاير؛ لأن النعمة حينئذ المراد بها الإنعام، والكتاب والحكمة من أفراد النعم، لا من أفراد الإنعام.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} كرر لفظ الجلالة؛ لكونه من جملتين، فتكريره أفخم وترديده في النفوس أعظم، وبين كلمة {اعلموا} وكلمة {عَلِيمٌ} من المحسنات البديعية ما يسمى بجناس الاشتقاق.
{أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} يراد بأزواجهن المطلقين لهن، فهو من المجاز المرسل، والعلاقة اعتبار ما كان.
وقد تضمنت (١) هاتان الآيتان ستة أنواع من ضروب الفصاحة والبلاغة من علم البيان:
الأول: الطباق، وهو الطلاق والإمساك، فإنهما ضدان، والتسريح طباق