{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)} الأخدود مفرد، وجمعه: أخاديد، والخد بفتح الخاء: بمعنى الأخدود، وجمعه: خدود، وهو الشق في الأرض، يحفر مستطيلًا، والأخاديد أيضًا: آثار الضرب بالسوط، ومنه: أخاديد الأرشية في البئر، وهي تأثير جرها فيه، ويقال للشيخ: قد تخدد، ويراد: قد تشنج جلده، وأصحاب الأخدود: قوم كافرون ذو بأس وقوةٍ، رأوا قومًا من المؤمنين، فغاظهم إيمانهم، فحملوهم على الكفر، فأبوا، فشقوا لهم شقًا في الأرض، وحشوه نارًا، وألقوهم فيه، وكان هؤلاء الغلاظ الأكباد على جوانب الشق يشهدون الإحراق {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ}؛ أي: عابوا عليهم الإيمان. وفي "المختار": نقم الأمر: كرهه، وبابه: ضرب، ونقم من باب فهم لغة. اهـ.
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}؛ أي: ابتلوهم، وامتحنوهم، وعذبوهم بالنار، يقال: فتنت الشيء: إذا حرقته بالنار، والعرب تقول: فتن فلان الدينار: إذا أدخله الكور لينظر جودته، وفي "المختار": الفتنة: الاختبار، والامتحان، تقول: فتن الذهب يفتنه بالكسر فتنةً ومفتونًا أيضًا: إذا أدخله النار لينظر جودته، ودينار مفتون، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}؛ أي: حرقوهم، ويسمى الصائغ: الفتان، وكذا الشيطان، وقال الخليل: الفتن: الإحراق، قال تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)}. انتهى.
{عَذَابُ الْحَرِيقِ}؛ أي: العذاب المحرق، فهو من إضافة الموصوف، إلى الصفة، وهو عذاب جهنم ذكر تفسيرًا وبيانًا له، وفي "المفردات": الحريق: النار، وكذا الحرق بالتحريك: النار أو لهبها. كما في "القاموس". وحرق الشيء: إيقاع الحرارة فيه من غير لهب كحرق الثوب بالدق، والإحراق: إيقاع نار ذات لهب في شيء، ومنه استعير أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيته بلوم.