{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ...} الآية. لم يذكر المشبه، ولا أداة التشبيه، وهذا النوع يسميه البيانيون استعارة تمثيلية، وهي تشبيه حال بحال لم يذكر فيه سوى المشبَّه به فقط، وقامت قرائن تدل على إرادة التشبيه. والهمزة للاستفهام الإنكاري، والمعنى على النفي والتبعيد؛ أي: ما يود أحد ذلك.
{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}: هذا مؤكِّد للأمر؛ إذ هو مفهوم من قوله:{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}، وفي هذا طباقٌ بذكر الطيبات، والخبيث.
{إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} في الكلام مجاز مرسل واستعارة؛ إذ الإغماض في اللغة: غمض البصر، وإطباق الجفن. والمراد هنا: التجاوز والمساهلة؛ لأن الإنسان إذا رأى ما يكره .. أغمض عينيه؛ لئلا يرى ذلك.
{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ}: وكرر ذكر الحكمة ولم يضمرها؛ لكونها في جملة أخرى، وللاعتناء بها، والتنبيه على شرفها وفضلها وخصالها.