للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحذف وجه الشبه. وهذا (١) التمثيل تصوير للأَضْعافِ كأنها ماثلة بين عين الناظر. قالوا: والممثل به موجود، شوهد ذلك في سنبلة الجاروس والذرة والدخن. قيل: واختص هذا العدد؛ لأن السبْع أكثر أعداد العشرة، والسبعين أكثر أعداد المئة، وسبع مئة أكثر أعداد الألف، والعرب كثيرًا ما تراعي هذه الأعداد.

{أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}: وإسناد الإنبات إلى الحبة إسناد مجازي، ويسمى: المجاز العقلي؛ لأن المنبِت في الحقيقة هو الله تعالى، وإنما نسب الإنبات إليها؛ لأنها كانت سببًا له كما يُنسب ذلك إلى الأرض والماء. {مَنًّا وَلَا أَذًى}: من باب ذِكر العام بعد الخاص لإفادة الشمول؛ لأن الأذى يشمل المن، وفي توسيط كلمة {لا} دلالة على شمول النفي.

{لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ...} الآية. وفي تكرير الإسناد، وتقييد الأجر بقوله: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} من التأكيد والتشريف ما لا يخفى، وفي إخلاء الخبر من الفاء المفيدة لسببية ما قبلها لما بعدها إيذانٌ بأن ترتب الأجر على ما ذكر من الإنفاق، وترك اتباع المن والأذى أمرٌ بَيِّنٌ، لا يحتاج إلى التصريح بالسببية.

{وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}: وهذه الجملة تذييل (٢) لما قبلها، مشتملة على الوعد والوعيد، مقرِّرةٌ لاعتبار الخيرية بالنسبة إلى السائل قطعًا.

{كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ} فيه تشبيه تمثيلي؛ لأن وجه الشبه منتزع من متعدّد، وكذلك يوجد تشبيه تمثيلي في قوله: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ}.

{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}: وهذه الجملة تذييل (٣) مقرِّر لمضمون ما قبلها، وفيها تعريض بأنَّ كلًّا من الرياء، والمن والأذى على الإنفاق من خصائص


(١) البحر المحيط.
(٢) جمل.
(٣) جمل.