المجرد، كقوله تعالى:{وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} بمعنى غني، ويقال: بشر الرجل بكسر الشين. فيكون استبشر بمعناه، ولا يتعين هذا المعنى بل يجوز أن يكون مطاوعًا لأفعل، وهو الأظهر، أي: أبشره الله فاستبشر، كقولهم: فأكانه فاستكان، وأراحه فاستراح، وإنما كان هذا الأظهر هنا؛ لأنه من حيث المطاوعة يكون منفعلًا عن غيره، فحصلت له البشرى بإبشار الله له بذلك، ولا يلزم هذا المعنى. إذا كان بمعنى المجرد؛ لأنه لا يدل على المطاوعة {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}{استجاب} من باب استفعل الـ {سين} و {التاء} فيه زائدتان، فهو بمعنى {أجابوا}{القرح} بفتح {الفاء}، وسكون {العين} مصدر قرح من باب فتح يقال: قرحه إذا جرحه، قرحًا يجمع على قروح، والقرح أثر السلاح بالبدن، والقرحة بضم أوله، وفتحه مع سكون ثانيه فيهما الجراحة المتقادمة التي اجتمع فيها القيح.
{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} حسب في الأصل مصدر حسبه حسبًا إذا كفاه. فهو مصدر أريد به اسم الفاعل، فهو بمعنى المحسب؛ أي: الكافي، وقال في "الكشاف" والدليل على أنه بمعنى المحسب أنه يوصف به، فتقول: مررت برجل حسبك من رجل، أي: كافيك منه، فتصف به النكرة إذ إضافته غيرُ محضة؛ لكونه بمعنى اسم الفاعل غير الماضي المجرد من أل، قال الشاعر:
والوكيل فعيل، بمعنى مفعول؛ أي: الموكول إليه الأمور؛ أي: نعم الموكول إليه أمورنا، أو الكافي، أو الكافل.
{حَظًّا}{الحظ} النصيب: ويستعمل في الخير، والشر، وإذا أطلق يكون للخير {نُمْلِي} الإملاء التأخير، والإمهال. قال القرطبي: والمراد بالإملاء هنا طول العمر، ورغد العيش. وفي "المصباح" أمليت له في الأمر، أخرت، وأمليت للبعير في القيد، أرخيت له، ووسعت {لِيَذَرَ المؤمنينَ}{يذر} فعل جامد، لا يتصرف كيدع استغناء عنه بتصرف مرادفه، وهو يترك، ولم يستعمل منه ماض استغناء عنه بترك، وأصل يذر: يوذر، فحذفت الواو منه من غير موجب تصريفي،