{آبَاؤُكُمْ} مبتدأ، ومضاف إليه. {وَأَبْنَاؤُكُمْ} معطوف عليه. {لَا تَدْرُونَ}{لا} نافية. {تَدْرُونَ} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية مستأنفة. {أَيُّهُمْ} أي اسم استفهام مبتدأ مرفوع. {والهاء} مضاف إليه. {أَقْرَبُ} خبر لـ {أي}. {لَكُمْ} جار مجرور متعلق بـ {أقرب}. {نَفْعًا} تمييز محول عن المبتدأ تقديرهُ: نفع أيهم أقرب، والجملة من المبتدأ والخبر في محل النصب سادة مسد مفعولي {تَدْرُونَ}. وفي "الفتوحات"(١) قوله: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} مبتدأ، وقوله:{لَا تَدْرُونَ} وما في حيزه في محل رفع خبر له، و {أيهم} فيه وجهان: أشهرهما عند المعربين: أن يكون {أَيُّهُمْ} مبتدأَ وهو اسم استفهام، و {أَقْرَبُ} خبره، والجملة من هذا المبتدأ والخبر في محل نصب بـ {تدرون}؛ لأنها من أفعال القلوب فعلقها اسم الاستفهام عن أن تعمل في لفظه؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، والثاني: أنه يجوز أن تكون {أي} اسم موصول بمعنى الذي، و {أَقْرَبُ} خبر مبتدأ محذوف هو عائد على الموصول، وجاز حذفه؛ لأنه يجوز ذلك مع {أي} مطلقًا؛ أي: سواء طالت الصلة أم لم تطل، والتقدير: أيهم هو أقرب، وهذا الموصول وصلته في محل نصب على أنه مفعول به نصبه {تَدْرُونَ}، وإنما بني لوجود شرطي البناء، وهما: أن يضاف {أي} لفظًا، وأن يحذف صدر صلتها، وصارت هذه الآية نظير قوله تعالى:{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} فصار التقدير: لا تدرون الذي هو أقرب. قال الشيخ: ولم أر من ذكر هذا الوجه منهم، ولا مانع منه، لا من جهة المعنى، ولا من جهة الصناعة، فعلى القول الأول: تكون الجملة سادةً مسدَّ