للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حجة القول الأول: أنها مشتقة من ثَبَا يَثْبُو، كحلا يحلو؛ أي: اجتمع.

وحجة الثاني: أنها مشتقة من ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه، كأنك جمعت محاسنه، ويجمع بالألف والتاء، وبالواو والنون، ويجوز في فائها حين جمع على ثبين الضم والكسر، وتصغيره ثبيوة على اللغة الأولى، كما تقول في سه سييهة، وعلى اللغة الثانية. ثبية.

{لَيُبَطِّئَنَّ} يقال: أبطأ وبطأ بمعنى؛ أي: تأخر وتثاقل، والثلاثي منه من باب قرب، والبطء التأخر عن الانبعاث في السير، وقد يستعمل أبطأ وبطأ بالتشديد متعديين، وعليه فالمفعول هنا محذوف؛ أي: ليبطئن غيره؛ أي: يثبطه ويجبنه عن القتال، ويقال أبطأ وبطؤ مثل أسرع وسرع مقابله، وبطآن اسم فعل بمعنى بطؤ.

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} سبيل الله هي تأييد الحق، والانتصار له بإعلاء كلمة الدين، ونشر دعوته، ودفاع الأعداء إذا هددوا أمتنا، أو أغاروا على أرضنا، أو نهبوا أموالنا، أو صدونا عن استعمال حقوقنا مع الناس. {يَشْرُونَ}: يبيعون، كما جاء في قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}، {وَالْوِلْدَانِ}: جمع وليد، وهو الصبي الصغير، وفي "السمين" الولدان: جمع وليد، وقيل جمع ولد، والمراد بهم الصبيان، وقيل الأرقاء، يقال للعبد وليد، وللأمة وليدة، فغُلِّب المذكر على المؤنث لاندراجه فيه. {بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}: البروج المشيدة - واحدها برج - القصور العالية المطلية بالشيد، وهو الجص، أو الحصون والقلاع المتينة التي تعتصم فيها حامية الجند، وفي "أبي السعود": {ولَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}؛ أي: في حصون رفيعة أو قصور محصنة، وقال السدي وقتادة: بروج السماء، ويقال شاد البناء وأشاده وشيده؛ أي: رفعه، وشيد القصر إذا رفعه أو طلاه بالشيد وهو الجبس، وفي "المصباح": الشيد الجص، وشدت البيت أشيده - من باب باع - بنيته بالشيد، فهو مشيد، وشيدته تشييدًا إذا طولته ورفعته. {حَسَنَةٌ}؛ أي: شيء يحسن عند صاحبه كالرضا، والخصب والظفر بالغنيمة. {سَيِّئَةٌ} هي ما تسوء صاحبها كالشدة والبأساء والضراء والهزيمة والجرح والقتل. {يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} يفهمون كلامًا يوعظون به.