للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي رواية للبخاري قال: يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير، وإذا تلاقى رجلان. . فالمبتدىء بالسلام هو الأفضل، لما روي عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أولى الناس باللهِ عز وجل من بدأهم بالسلام". أخرجه أبو داود والترمذي، ولفظه قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام، قال: " أولاهما باللهِ". قال الترمذي: حديث حسن.

ويُستحب أن يبدأ بالسلام قبل الكلام والحاجة، والسنة إذا مر بجماعة صبيان صغار أن يسلم عليهم؛ لما روي عن أنس رضي الله عنه: أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله. أخرجاه في "الصحيحين". وفي رواية لأبي داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مر على غلمان يلعبون فسلم عليهم".

وأما السلام على النساء: فإن كن جمعًا جالسات في مسجد أو موضع .. فيستحب أن يسلم عليهن، إذا لم يخف على نفسه أو عليهن فتنة، لما روي عن أسماء بنت يزيد قالت: "مر علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة فسلم علينا". أخرجه أبو داود. وفي رواية للترمذي: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر في المسجد يومًا وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم". قال الترمذي حديث حسن.

وإذا مر على امرأة مفردة أجنبية، فإن كانت جميلة .. فلا يسلم عليها، ولو سلم .. فلا ترد هي عليه؛ لأنه لم يستحق الرد، وإن كانت عجوزًا، لا يخاف عليه ولا عليها الفتنة .. سلم عليها، وترد هي عليه، وحكم النساء مع النساء كحكم الرجال مع الرجال في السلام، فيسلم بعضهن على بعض.

المسألة الرابعة: في الأحوال التي يكره فيها السلام

فمن ذلك الذي يبول أو يتغوط أو يجامع ونحو ذلك، لا يسلم عليه، فلو سلم .. فلا يستحق المسلِّم جوابًا، لما روي عن ابن عمر رضي الله عنما: أن رجلًا مر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه. أخرجه مسلم. قال الترمذي: إنما يكره إذا كان على الغائط أو البول. ويكره التسليم على من في