نشأ في الوثنية، ونشأ بعده جيل جديد يعيش في حرية البداوة وعدل الشريعة. وعلى هذه السنة العادلة أمر الله بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة، بعد أن أراهم عجائب تأييده لرسوله، لكنهم أبوا واستكبروا، فأخذهم بذنوبهم، وأنشأ من بعدهم قومًا آخرين، جعلهم الأئمة الوارثين بهممهم الموافقة لسنته في الاجتماع.
قصة وفاة موسى وهارون عليهما السلام
فأما هارون (١): فإنه كان أكبر من موسى بسنة، قال السدي: أوحى الله عز وجل إلى موسى أني متوفي هارون، فأتِ به جبل كذا وكذا، فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل، فإذا بشجرة لم يرَ مثلها. وإذا بيت مبني وفيه سرير عليه فراش، وفيه رائحة طيبة، فلما رأى هارون ذلك البيت أعجبه وقال: يا موسى إني أحب أن أنام على هذا السرير، قال: نمْ، قال: إني أخاف أن يأتي رب هذا البيت فيغضب عليّ، قال: لا تخف إنِّي أكفيك رب هذا الييت فنم، قال: يا موسى فنم أنت معي، فإن جاء رب هذا البيت غضب علي وعليك جميعًا، فلما ناما أخذ هارون الموتُ، فلما وجد مسه قال: يا موسى خدعتني، فلما قبض هارون، ورفع البيت والسرير إلى السماء - وهارون عليه - وذهبت الشجرة، فرجع موسى إلى بني إسرائيل وليس هارون معه، فقال بنو إسرائيل: حسد موسى هارون فقتله لحبنا إياه، قال موسى: ويحكم إن هارون كان أخي، أفتروني أقتله؟ فلما أكثروا عليه، قام موسي، فصلى ركعتين، ثم دعا الله عز وجل، فنزل السرير - وعليه هارون - فنظروا إليه وهو بين السماء والأرض فصدقوه، ثم رفع.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: صعد موسى وهارون عليهما السلام إلى الجبل، فمات هارون وبقي موسى، فقال بنو إسرإئيل لموسى: أنت قتلته، وآذوه، فأمر الله الملائكة، فحملوه حتى مروا به على بني إسرائيل، وتكلمت الملائكة، فصدقت بنو إسرائيل أنه مات، وبرأ الله موسى مما قالوه، ثم