{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} لنبيه وخاتم أنبيائه من الكيد والمكر وتدبير الإيقاع به، وتأليب القبائل والشعوب المختلفة، لتكون يدًا واحدة للفتك به، وما سبب ذلك إلا اتباعهم للهوى، وأنهم عموا وصموا مرة أخرى، فصاروا لا يبصرون ما جاء به من النور والهدى، ولا يسمعون ما يتلوه عليهم من الآيات، وسيعاقبهم الله تعالى على ذلك بمثل ما عاقبهم به من قبل، وينكل بهم أشد النكال، ويذيقهم أنواع الوبال. وفي هذه (١) الجملة تهديد شديد، وناسب ختم الآية بهذه الجملة المشتملة على بصير إذ تقدم قبله فعموا، والتعبير بصيغة المضارع في {يَعْمَلُونَ} لحكاية الحال الماضية، ولرعاية الفواصل؛ أي: والله بصير بما عملوا.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ}: (الواو): استئنافية، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب مقول قال. {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}: فعل ونائب فاعل، والجملة الفعلية دعائية لا محل لها من الإعراب. {وَلُعِنُوا}: فعل ونائب فاعل، والجملة معطوفة على جملت {غُلَّتْ} أو مستأنفة. {بِمَا}: جار ومجرور متعلق بـ (لعنوا). {قَالُوا}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: بما قالوه، ويجوز أن تكون (ما) مصدرية، والتقدير: ولعنوا بقولهم المذكور. {بَلْ}: حرف عطف وإضراب. {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}: مبتدأ وخبر، والجملة معطوفة على مقدر يقتضيه المقام تقديره: ليس الأمر كما قالوا بل يداه مبسوطتان، وهو في غاية الجود. {يُنْفِقُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ} والجملة مستأنفة. {كَيْفَ}: اسم شرط غير جازم, لأنَّ شرط الجزم بها عند الكوفيين اتصال ما بها في محل النصب على