محذوف يدل عليه جواب القسم المحذوف قبل اللام الموطئة، ويجوز أن تكون اللام لام الابتداء، و {من} موصولة، و {لَأَمْلَأَنَّ} جواب قسم محذوف بعد {من تبعك} وذلك القسم المحذوف، وجوابه في موضع رفع خبر {من} الموصولة. وقرأ الجحدري وعصمة عن أبي بكر عن عاصم {لمن تبعك منهم} - بكسر اللام - واختلفوا في تخريجها، فقال ابن عطية: المعنى: لأجل من تبعك منهم لأملأن انتهى. وقال الزمخشري: بمعنى: لمن تبعك منهم الوعيد، وهو قوله:{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} على أن {لَأَمْلَأَنَّ} في محل الابتداء، {لَمَنْ تَبِعَكَ} خبره، وهذا خطأ. وقال أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي: اللام متعلقة بالذأم والدحر، ومعناه: أخرج بهاتين الصفتين لأجل اتباعك. ذكر ذلك في كتاب «اللوامح في شواذ القراءات».
{المص}(١): تقدم لك في نظيره من الحروف المقطعة أنه لا يوصف بإعراب ولا بناء؛ لأن الحكم على الكلمة بالإعراب، أو البناء فرع عن إدراك المعنى، وليس معناه معلوما لنا هذا على القول بأنه مما استأثر الله بعلمه، وأما على القول بأنه اسم للسورة؛ فهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا المص، أو مبتدأ خبره:{كِتابٌ أُنْزِلَ} إلى آخر السورة، والجملة الاسمية مستأنفة، وعلى القول الأول {كِتابٌ} خبر لمبتدأ محذوف جوازا تقديره: هذا القرآن كتاب أنزل إليك، والجملة مستأنفة استئنافا نحويا. {أُنْزِلَ}: فعل ماض مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على {كِتابٌ}، والجملة الفعلية صفة لـ {كِتابٌ}. {إِلَيْكَ}: جار ومجرور متعلق بـ {أُنْزِلَ}. {فَلا يَكُنْ}: {الفاء}: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت يا محمد أن هذا القرآن كتاب أنزل إليك للإنذار به وللتذكير، وأردت بيان ما هو الأرشد والأصلح لك .. فأقول لك:{فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} لأنه لا بد من تبليغه، {لا}: ناهية جازمة.