لنا اتبعتنا. قال صالح: نعم. فخرج معهم، فدعوا أوثانهم وسألوها الإجابة، فلم تجبهم، ثم قال سيدهم - جندع بن عمرو بن جواس، وأشار إلى صخرة منفردة من ناحية الجبل يقال لها: الكاثبة - أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة مخترجة جوفاء وبراء عشراء، والمخترجة: ما شاكلت البخت من الإبل، فأخذ صالح عليه السلام مواثيقهم لئن فعلت ذلك لتؤمنن ولتصدقن قالوا: نعم. فصلى ركعتين، ودعا ربه، فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها، ثم تحركت، فانصدعت عن ناقة كما وصفوا، لا يعلم ما بين جنبيها إلا الله عظما، وهم ينظرون، ثم نتجت سقبا مثلها في العظم، فآمن به جندع ورهط من قومه، وأراد أشراف ثمود أن يؤمنوا، فنهاهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد، والحباب صاحبا أوثانهم، وريان ابن كاهنهم، وكانوا من أشراف ثمود، وهذه الناقة وسقبها مشهور قصتهما عند جاهلية العرب. قال أبو موسى الأشعري: أتيت أرض ثمود، فذرعت صدر الناقة، فوجدته ستين ذراعا.
{لَقَدْ}{اللام}: موطئة للقسم المحذوف. {قد}: حرف تحقيق {أَرْسَلْنا نُوحًا}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم المحذوف مستأنفة. {إِلى قَوْمِهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {أَرْسَلْنا}. فَقالَ:{الفاء}: حرف عطف وتفريع، {قال}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {نوح}، والجملة معطوفة مفرعة على جملة {أَرْسَلْنا}. {يا قَوْمِ} إلى آخر الآية مقول محكي لـ {قال}، وإن شئت قلت:{يا}: حرف نداء، {قَوْمِ}: منادى مضاف، وجملة النداء في محل النصب مقول {قال}. {اعْبُدُوا اللَّهَ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل النصب مقول {قال} على كونها جواب النداء. {ما} نافية. {لَكُمْ}: جار ومجرور خبر مقدم. {مِنْ} زائدة. {يَشْكُرُونَ}: مبتدأ مؤخر. {إِلهٍ}: صفة لـ {إِلهٍ} تابع لمحله، والتقدير: ما