{قالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى}، والجملة مستأنفة {رَبِّ اغْفِرْ لِي} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت:{رَبِّ}: منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ}{اغْفِرْ}: فعل دعاء مبني على السكون، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ}، {لِي}: جار ومجرور، متعلق بـ {اغْفِرْ}، {وَلِأَخِي}، معطوف عليه، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قالَ} على كونها جواب النداء، {وَأَدْخِلْنا}: فعل ومفعول، معطوف على {اغْفِرْ} وفاعله ضمير يعود على الرب جل جلاله، {فِي رَحْمَتِكَ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {أَدْخِلْنا}، {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}: مبتدأ وخبر ومضاف إليه، والجملة في محل النصب حال من فاعل {أَدْخِلْنا}.
التصريف ومفردات اللغة
{وَواعَدْنا}: من باب فاعل الرباعي، يتعدى إلى مفعولين؛ أي: واعدناه بأن نكلمه عند انتهاء ثلاثين ليلة يصومها {مِيقاتُ رَبِّهِ} الميقات الوقت الذي يقرر فيه عمل من الأعمال، كمواقيت الحج، ومواقيت الصلاة {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}؛ أي: كن خليفتي في سياسة القوم، وإصلاح أمورهم، دينا ودنيا، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} يقال: جلا الشيء والأمر، وانجلى وتجلى، إذا ظهر، وجلاه فتجلى: إذا انكشف ووضح بعد خفاء في نفسه، أو على مجتليه وطالبه، وجلوت العروس بمعنى: أبرزته، وجلوت السيف أخلصته من الصداء، والمعنى: لما ظهر ربه للجبل {جَعَلَهُ دَكًّا} والدك الدق، وهو تفتيت الشيء أو سحقه، وقيل: تسويته بالأرض، وهو مصدر بمعنى المفعول؛ أي: جعله مدكوكا مدقوقا، فصار ترابا، هذا على قراءة من قرأ {دَكًّا} بالمصدر، وهم أهل المدينة، وأهل البصرة. وأما على قراءة أهل الكوفة {جعله دكاء} على التأنيث والجمع دكاوات كحمراء وحمراوات، وهي اسم للرابية الناشزة من الأرض، أو للأرض المستوية، فالمعنى: أنّ الجبل صار صغيرا كالرابية، أو أرضا مستوية {وَخَرَّ مُوسى صَعِقًا}