{الْجَنَّةَ} مفعول به وليس بظرف؛ لأنك تقول سكنت البصرة، وسكنت الدار بمعنى: نزلت فهو كقولك: انزل من الدار حيث شئت. ذكره العكبري. {وَكُلا} الواو عاطفة {كُلا} فعل أمر للمثنى مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل في محل الرفع فاعل، والجملة معطوفة على جملة اسكن {مِنْها} متعلق بكلا {رَغَدًا} منصوب على المفعولية المطلقة، لأنه صفة لمصدر محذوف، تقديره: أكلا رغدا. {حَيْثُ} في محل النصب على الظرفية المكانية مبني على الضم؛ لشبهه بالحرف شبها افتقاريا {شِئْتُما} فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لحيث، والظرف متعلق بكلا. وقال العكبري: ويجوز أن يكون بدلا من الجنة، فيكون {حَيْثُ} مفعولا به {وَلا} الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {تَقْرَبا} فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والألف في محل الرفع فاعل {هذِهِ} مفعول به {الشَّجَرَةَ} بدل من اسم الإشارة، أو صفة له كما مر، والجملة معطوفة على جملة اسكن، أو على جملة كلا {فَتَكُونا} الفاء عاطفة سببية (تكونا) فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي، والألف ضمير متصل في محل الرفع اسمها {مِنَ الظَّالِمِينَ} جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر تكونا، وجملة تكونا صلة أن المصدرية، وأن مع صلتها في تأويل مصدر معطوف على مصدر، متصيد من الجملة التي قبلها من غير سابك لإصلاح المعنى، تقديره: لا يكن قربانكما لهذه الشجرة فكونكما من الظالمين، ويجوز كون الفاء لمجرد العطف، والفعل مجزوم بالعطف على ما قبله.
{فَأَزَلَّهُمَا} الفاء عاطفة على محذوف يقتضيه المقام، تقديره: فأكلا من الشجرة التي نهيا عنها، {فَأَزَلَّهُمَا}(أزل) فعل ماض، و (الهاء) ضمير متصل في محل النصب مفعول به، {الشَّيْطانُ} فاعل {عَنْها} متعلق بأزلهما، وإن شئت قلت: الفاء فاء الفصيحية؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت قول الله لهما اسكن أنت وزوجك الجنة. الخ. وأردت بيان حالهما بعد