للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اترك الكذب" فقبل ذلك ثم أسلم. فلما خرج من عند النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عرضوا عليه الخمر فقال: إن شربت وسألني الرسول عن شربها وكذبت .. فقد نقضت العهد، وإن صدقت أقام الحد علي فتركها. ثم عرضوا عليه الزنا، فجاء ذلك الخاطر فتركه، وكذا في السرقة، فتاب عن الكل فعاد إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ما أحسن ما فعلت لما منعتني عن الكذب، انسدت أبواب المعاصي عليَّ.

وقرأ الجمهور (١): {خلفوا} بتشديد اللام مبنيًّا للمفعول. وقرأ أبو مالك: كذلك. وخفف اللام. وقرأ عكرمة بن هارون، المخزومي، وزر بن حبيش، وعمرو بن عبيد، ومعاذ القارئ، وحميد، بتخفيف اللام مبنيًّا للفاعل. ورويت عن أبي عمرو؛ أي؛ خلفوا الغازين بالمدينة أو فسدوا من المخالفة. وقرأ أبو العالية، وأبو الجوزاء، كذلك مشدد اللام. وقرأ أبو زيد، وأبو مجلز، والشعبي، وابن يعمر، وعلي بن الحسين، وابناه زيد ومحمد الباقر وابنه جعفر الصادق: {خالفوا} بألف؛ أي: لم يوافقوا على الغزو. وقرأ الأعمش: {وعلى الثلاثة المخلفين} ولعله قرأ: كذلك على سبيل التفسير؛ لأنها قراءة مخالفة لسواد المصحف.

وقرأ ابن مسعود، وابن عباس: {من الصادقين} ورويت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ زيد بن علي، وابن السميقع وأبو المتوكل ومعاذ القارئ: {مَعَ الصَّادِقِينَ} بفتح القاف وكسر النون على التثنية، ويظهر أنهما الله ورسوله لقوله: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}.

الإعراب

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ}.


(١) البحر المحيط.