{وَازَّيَّنَتْ} وأصل ازينت تزينت، أدغمت التاء في الزاي، وجيء بألف الوصل؛ لأن الحرف المدغم فيه قائم مقام حرفين، أولهما ساكن، والساكن لا يمكن الابتداء به، ثم حذفت همزة الوصل لما دخل العاطف عليه. {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}؛ أي: كأن لم يكن زرعها موجودًا فيه بالأمس، مخضرًا طريًّا من غني بالمكان بالكسر يغنى بالفتح، من باب رضي إذا أقام به، والمراد بالأمس الوقت القريب. والمغاني في اللغة: المنازل.
{يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} دار السلام: هي الجنة. والسلام: السلامة من جميع الشوائب والنقائص والأكدار. وقال الزجاج: والمعنى: والله يدعو إلى دار السلامة. ومعنى السلام والسلامة واحد، كالرضاع والرضاعة، ومنه قول الشاعر:
{الْحُسْنَى} الحسنى: مؤنث الأحسن. قال ابن الأنباري: العرب توقع هذه اللفظة على الخصلة المحبوبة المرغوب فيها، ولذلك ترك موصوفها. والمراد بها هنا، الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم كما مر {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ}؛ معنى يرهق، يلحق، ومنه قيل: غلام مراهق إذا لحق بالرجال. والرهق: الغشيان، يقال: رهقه يرهقه رهقًا، من باب طرب إذا غشيه بسرعة ومنه {وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}؛ أي: لا تكلفني ما يشق عليّ ويعسر. {فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} يقال: رهقته وأرهقته، مثل ردفته وأردفته، ففعل وأفعل بمعنى. ومنه أرهقت الصلاة إذا أخرتها حتى غشي وقت الأخرى؛ أي: دخل. وقال بعضهم: أصل الرهق: المقاربة، ومنه غلام مراهق، أي: قارب الحلم. {والقتر} والقترة؛ الغبار معه سواد، يقال: قتر، كفرح ونصر وضرب. وقيل: القتر: الدخان الساطع من الشواء والحطب، ومنه غبار القدر. وقيل: القتر: التقليل، ومنه {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} ويقال: قترت الشيء وأقترته وقترته؛ أي: قللته: ومنه {وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} اهـ "سمين". والذلة: ما يظهر على الوجه من الخضوع والانكسار والهوان، والعاصم: المانع.