للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفاعله ضمير يعود على قوم شعيب، والجملة صلة لـ (ما) أو صفة لها، والعائد، أو الرابط محذوف تقديره: ما نشاؤه. {إِنَّكَ} ناصب واسمه. {لَأَنْتَ} {اللام} حرف ابتداء. {أنت} تأكيد للكاف أو ضمير فصل. {الْحَلِيمُ} خبر إن. {الرَّشِيدُ} صفة للحليم، وجملة إن في محل النصب مقول {قَالُوا} على كونها معلَّلةً لما قبلها.

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)}.

{قَالَ} فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على شعيب، والجملةُ مستأنفة استئنافًا بيانيًّا. {يَا قَوْمِ} إلى قوله: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ} مقول محكي، وإن شئت قلت: {يَا قَوْمِ} منادى مضاف، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَ}. {أَرَأَيْتُمْ} فعل وفاعل، وهي هنا بمعنى: أخبروني فتنصب مفعولين، وقد حذفا معًا من النظم الكريم، وتقدير الأول أخبروني فياء المتكلم هي المفعول الأول، والثاني محذوف أيضًا تقديره: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي، ورزقني منه رزقًا حسنًا أفأشوبه بالحرام، فالجملة الاستفهامية في محل النصب مفعول ثان، وجملة {أَرَأَيْتُمْ} في محل النصب مقول {قَالَ} على كونها جوابَ النداء. {إِنْ كُنْتُ} جازم، وفعل ناقص واسمه. {عَلَى بَيِّنَةٍ} خبره، وجملة {كان} في محل الجزم بـ (إن) على كونه فعلَ شرط لها. {مِنْ رَبِّي} صفة لـ {بينة}. {وَرَزَقَنِي} فعل ومفعول أول و (نون) وقاية، وفاعله ضمير يعود على الرب، والجملة في محل الجزم معطوفة على جملة (كان). {مِنْهُ} جار ومجرور حال من {رزقًا} لأنه صفة نكرة قدمت عليها. {رِزْقًا} مفعول ثان. {حَسَنًا} صفة له، وجواب (إن) الشرطية محذوف، تقديره: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي}، ورزقني منه الرزقَ الحلالَ، والهداية، والنبوة، والمعرفة فهل يسعني مع هذه النعم العظيمة أن أخون في وجه أو أن أخالف أمره أو أتبع الضلال أو أبخس الناس أشياءَهم، وهذا الجواب شديد المطابقة لما تقدم، وذلك أنهم قالوا له: إنك لأنت الحليم الرشيد, والمعنى: فكيف يليق بالحليم الرشيد أن يخالف أمر ربه، وله عليه نعم