للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: الطباق في قوله: {نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} وفي قوله: {الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} وفي قوله: {الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}.

ومنها: التشبيه في قوله: {خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} وفيه أيضًا الجناس المغاير.

ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} لأن المعنى: هل يستوي من هو كالأعمى ومن هو كالبصير؛ أي: فكما (١) لا يستوي الأعمى والبصير في الحس، كذلك لا يستوي المشرك الجاهل بعظمة الله وثوابه وعقابه وقدرته مع الموحد العالم بذلك. وكذا قوله: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} وارد (٢) على التشبيه أيضًا؛ أي: فكما لا تستوي الظلمات والنور، كذلك لا يستوي الشرك والإنكار والتوحيد والمعرفة. وقيل: فيه الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنه استعار لفظ الظلمات والنور للكفر والإيمان, وكذلك لفظ الأعمى للمشرك الجاهل، والبصير للمؤمن العاقل.

ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {قُلِ اللَّهُ}؛ أي: الله خالق السماوات والأرض.

ومنها: التشبيه التمثيلي في قوله: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ} الآية. شبه تعالى الحق والباطل بتشبيه رائع يسمى التشبيه التمثيلي؛ لأن وجه الشبه فيه منتزع من متعدد، فمثل الحق بالماء الصافي الذي يستقر في الأرض، والجوهر الصافي من المعادن الذي به ينتفع العباد، ومثل الباطل بالزبد والرغوة التي تظهر على وجه الماء، والخبث من الجوهر الذي لا يلبث أن يتلاشى ويضمحل.

ومنها: المجاز العقلي في قوله: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ} من إسناد ما للحال إلى المحل، كما يقال: جرى النهر، والأصل: جرت المياه في الأودية.


(١) روح البيان.
(٢) روح البيان.
(٣) الفتوحات.