للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية، فعلى هذا إذا وقع الإنسان من شدة، ثم سأل غيره خلاصه لم يخرج عن حدّ التوكل؛ لأنه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله تعالى.

فائدة: ومن لطائف هذه الآية الكريمة (١): ما روى المستغفري عن أبي ذر رفعه "إذا آذاك البرغوث فخذ قدحًا من ماء، واقرأ عليه سبع مرات: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ ...} الآية، ثم قل: إن كنتم مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا سبع مرات على الماء، ثم رشه حول فراشك، فإنك تبيت آمنًا من شرهم". وقال بعضهم: إن مما أخذ الله على الكلب إذا قرئ عليه: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} لم يؤذ، ومما أخذ الله على العقرب أنه إذا قرئ عليها: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} لم تؤذ، وكذلك الحية.

الإعراب

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١)}.

{الر}: على القول بأنه اسم للسورة: إما مبتدأ خبره محذوف تقديره: الر هذا محله، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا الر، أو مفعول لفعل محذوف تقديره: إقرأ الر، أو مفعول لاسم فعل محذوف تقديره: هاك الر؛ لأنه من قبيل أسماء التراجم، وإن قلنا: إنه من قبيل الأعداد المسرودة فلا محل له من الإعراب. {كِتَابٌ}: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا القرآن الذي أنزل عليك يا محمد كتاب أنزلناه إليك، والجملة مستأنفة. {أَنْزَلْنَاهُ}: فعل وفاعل ومفعول. {إِلَيْكَ}: متعلق به، والجملة في محل الرفع صفة لـ {كِتَابٌ}. {لِتُخْرِجَ}: (اللام): حرف جر وتعليل. {لِتُخْرِجَ النَّاسَ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره:


(١) روح البيان.