للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نقر، أي: صدم وضرب بجسم آخر، وهو غير مطبوخ، فإذا طبخ فهو فخار، وقال أبو عبيدة (١): الصلصال الطين إذا خلط بالرمل وجف، وقال أبو الهيثم: الصلصال صوت اللجام وما أشبهه، وهو مثل القعقعة في الثوب، وقيل: التراب المدقق، وصلصل الرمل إذا صوت، وصلصال بمعنى مصلصل، كالقضقاض، أي: المقضقض وهو فيه كثير، ويكون هذا النوع من المضعف مصدرًا، فتقول: زلزل زلزالًا بالفتح وزلزالًا، ووزنه عند البصريين: فعلان، وهكذا جميع المضاعف حروفه كلها أصول، لا فعفع خلافًا للفراء، وكثير من النحويين، ولا فعفل خلافًا لبعض البصريين وبعض الكوفيين، ولا أن أصله فعّل بتشديد العين، أبدل من الثاني حرف من جنس الحرف الأول، خلافًا لبعض الكوفيين، وينبني على هذه الأقوال وزن صلصال.

{مِنْ حَمَإٍ}؛ أي: من طين تغير واسود من مجاورة الماء له، واحدته حمأة، وقال الليث (٢): الحمأ طين أسود منتن واحدته حمأة بتحريك الميم، ووهم في ذلك، وقالوا: لا نعرف في كلام العرب الحمأة إلا ساكنة الميم، قاله أبو عبيدة والأكثر، قال أبو الأسود:

يَجِيءُ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... يَجِيءُ بِحَمْأةِ وَقَلِيْلِ مَاءِ

وعلى هذا لا يكون حمأ بينه وبين مفرده ثاء التأنيث لاختلاف الوزن، قال ابن (٣) السكيت: تقول منه حمات البئر حمأً بالتسكين .. إذا نزعت حمأتها، وحمئت البئر حمأً بالتحريك كثرت حمأتها، وأحميتها إحماء ألقيت فيها الحمأة، قال أبو عبيدة: الحمأ بسكون الميم مثل الحمأة، يعني بالتحريك، والجمع حمءٌ، مثل تمرةٍ وتمرٍ، والحمأ المصدر، مثل الهلع والجزع، ثم سُمِّي به.

{مَسْنُونٍ} والمسنون قال الفراء هو المتغير، وأصله من سننتُ الحجر على


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) الشوكاني.