للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السكين، إذا غلظت شفرتها فلم تقطع، وكل عن الأمر ثقل عليه فلم يستطع عمله.

{أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ}؛ أي: يرسله في وجهٍ معين من الطريق، يقال وجهته إلى موضع كذا فتوجه إليه {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ أي: طريق عادل غير جائرٍ، {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ} والساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة، سميت بذلك لأنها تفجأ الإنسان في ساعة ما، فيموت الخلق بصيحة واحدة، ولمح البصر: رجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها، وفي "الخازن": لمح البصر انطباق جفن العين وفتحه، والجفن طرف العين اهـ. وفي "البيضاوي": {إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ}؛ أي: إلا كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها اهـ. وهذا يقتضي أنَّ اللمح معناه إغماض العين، والذي في كتب اللغة أنَّ معناه فتح العين والإبصار بها، ففي "المصباح": لمحت الشيء لمحًا من باب نفع نظرت إليه باختلاس البصر، وألمحته بالألف لغةٌ، ولمحته بالبصر صوبته إليه، ولمح البصر امتد إلى الشيء اهـ.

{وَالْأَفْئِدَةَ} واحدها فؤاد، وهي القلوب التي هيأها الله تعالى للفهم وإصلاح البدن، والجو: الفضاء بين السماء والأرض.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} حيث (١) شبه تهييج القوى النامية في الأرض وإحداث نضارتها بالنباتات بالإحياء، وهو إعطاء الحياة، وهي صفةٌ تقتضي الحس والحركة، وشبه يبوستها بعد نضارتها بالموت بعد الحياة، فاشتق منه أحيا بمعنى أحدث نضارتها على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.

ومنها: الطباق في هذه الآية بين: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ} وبين {مَوْتِهَا}.


(١) روح البيان.