والمقصود من هذه الآية: بيان فضل الله وكرمه وسعة مغفرته ورحمته، لأن السوء لفظٌ جامع لكل فعل قبيح، فيدخل تحته الكفر وسائر المعاصي، وكل ما لا ينبغي، وكل من عمل السوء فإنما يفعله بالجهالة، لأن العاقل لا يرضى بفعل القبيح، فمن صدر عنه فعل قبيح من كفر أو معصية فإنما يصدر عنه بسبب جهله، إما لجهله بقدر ما يترتب عليه من العقاب، أو لجهله بقدر من يعصيه، فثبت بهذا أنَّ فعل السوء إنما يصدر بجهالة.
{فَإِذَا}{الفاء}: استئنافية، {إذا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، {قَرَأْتَ الْقُرْآنَ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل الخفض بإضافة إذا إليها، على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي، {فَاسْتَعِذْ}{الفاء}: رابطة لجواب {إذا} الشرطية، {استعذ}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، أو على أي مخاطب، {بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ} جاران ومجروران، متعلقان به، والجملة الفعلية جواب {إذا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {إذا} مستأنفة، {الرَّجِيمِ}: صفة للشيطان، {إِنَّهُ}: ناصب واسمه، والضمير للشأن، أو للشيطان كما مرَّ، {لَيْسَ} فعل ماض ناقص، {لَهُ}: خبر {لَيْسَ} مقدمٌ، {سُلْطَانٌ}: اسمه مؤخر، {عَلَى الَّذِينَ}: متعلق بـ {سُلْطَانٌ} لأنه مصدر بمعنى التَّسلُّط، وجملة {لَيْسَ} في محل الرفع خبر {إِنّ}، وجملة {إِنّ} مستأنفة مسوقة لتعليل جملة محذوفة هي جواب الأمر، تقديره: فإن استعذت كفيت شره اهـ شيخنا، {آمَنُوا} فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول {وَعَلَى رَبِّهِمْ}: جار